وكأن مصر خلقت لتقضي علي كل العتاة من الهكسوس و الصليبيين و غيرهم و إنهاء الاستعمار الإخواني الهش.. الذي توهم الغرب إنه سيصنع منه إلها يكسر ويفتت به الوطن العربي. وهم يعلمون أن رمانة الميزان هي مصر فإن سقطت.. سقط العالم العربي كله.. ولذلك تداعت القوة والمال والخيانة لإسقاطها من خلال الإخوان الإرهابيين.. فكانوا قد بدأوا فعلا في تقطيع أوصالها من الجنوب و من الشمال الشرقي.. و أراد الله أن يذهب ريحهم فدارت الأيام سريعا.. ووقف الجيش مع شعبه ملبيا إرادة الشعب صاحب القرار الأوحد.. و لم يعر اي اهتمام لتهديد و لا وعيد و لا شرق ولا غرب. وأطاح بالفكرة التي بذل وصرف عليها الأمريكان. و دعمها الأتراك و أعلنها بفجاجة ووقاحة المسئولون في قطر من خلال جزيرتهم الباثة للسموم.. و تقليب الدنيا ليزيدوا الفساد ويدعموا الإرهاب.. و كان اعتقادهم أن مصر سوف تصبح سوريا أو غيرها من البلاد التي نجحوا في القضاء علي تماسكها.. وأصاب الإخوان وابل من غيرة شعب علي هويته وتاريخه.. وبعد سنة من الحكم و كأنه ماتش اعتزال اداره الشعب والقوي الوطنية جميعها بكفاءة وفطرة الاصالة سقط الإخوان في آخر ماراثون لهم بعد أربعة وثمانين عاما من الإرهاب فأوجدوا تنظيما دوليا أرادوا به إرهاب الدول.. و كأن هناك شيئا ضبابيا مر علي سماء مصر ثم انقشع.. ونجح الشعب بمساندة جيشه في إسقاطهم.. تخلل ذلك تشابك الحراك السياسي علي ارض مصر ومن خلال متابعتي للأحداث ورصدها وتحليلهاوالبدء في التنفيذ بعمل لوحات تتفاعل مع الثورة من بدايتها حيث كانت البداية في جمعة الحشد مرورا بالعديد من الأحداث وصولا لأعلي موجات الثورة و تقديم التحية العسكرية لشهداء25 يناير ثم دخول الفرق السياسية في أعقاب بعض المنتفعين من الثورة حتي وصول الإخوان للحكم و طريقة تلاعبهم بمقدرات الشعب و انهيار دولتهم في سنة كانت كبيسة علي الجميع.. وقد رصدت بفرشاتي كل هذا الحراك مسجلا وواضعا أعلي موجاته كجزء من ذاكرة الوطن و خاضعا لكل الأسس التشكيلية راصدا لمعني الحراك الإنساني ودور الفنان فيه فامتدت الجدارية التي شرعت بتنفيذها منذ بداية الثورة حتي وصلت إلي52 مترا طولا ومتر ونصف ارتفاعا وقد وصلت في مرحلتها الأخيرة التي نطالعها اليوم في جريدة الأهرام لأعلي موجاتها الثورية ومتغيراتها المؤثرة مع سقوط الإخوان ووصولهم إلي حالة الهياج العام وعدم السيطرة علي أنفسهم بعد ضياع الحلم فأصبح التهديد و الوعيد و إثارة الفوضي والذعر وإلباس الحق بالباطل وهدم المعبد هو الحل حتي جاءت خارطة المستقبل لترفع عنا هذه الغمامة ونحن نتطلع إلي المستقبل ونضع أولي لبناته دستور.. يليق بتاريخ و مكانة مصر.. دستور يشبهنا. والآن أسجل بفرشاتي هذه المحاولة المأجورة من أمريكا و المدعومة من تركيا و المعلنة من قطر لأسجل للتاريخ آخر مشاهد العنف الاخواني. لبلد أبي إلا أن تكون مصر عظيمة قوية أبية مدي الدهر.. دمت أما للدنيا.