أسهبت وسائل الإعلام العالمية علي اختلافها في وصف مشاهد الحشد الجماهيري للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور المصري, وأشادت بحرص أبناء الشعب علي المشاركة في رسم مصر الجديدة عبر التصويت في الاستفتاء متحدين العنف وسط مشاعر السعادة الغامرة. واعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية خروج المصريين للاستفتاء بمثابة تأييد رمزي من الشعب للإطاحة بجماعة الإخوان, وليس مجرد الموافقة علي الدستور الجديد, وقالت إنه بعد3 أعوام من اضطرابات لم تعرف مصر فيها الهدوء, ملأ الشوق للاستقرار أعين المصريين بحيث بات حلما يتطلعون إلي بلوغه مهما كلفهم ذلك, وتوقعت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية موافقة المصريين علي مشروع الدستور الذي يمنح القضاء سلطة واسعة في وقت ينشغل فيه بتطبيق القانون بحزم. وذكرت الصحيفة أن القضاة المصريين حازوا احتراما شعبيا كبيرا علي مدي عقود طويلة, وخاصة فيما يتعلق بمحاولتهم إحباط التلاعب بنتائج التصويت من قبل الحزب الحاكم في الماضي. وبحسب الصحيفة, اعتبر المسئولون المصريون التنفيذ الحازم للقانون ضروريا لاستعادة النظام وتهيئة الظروف لحكومة منتخبة ديمقراطيا. كما وصفت صحيفة يو إس إيه توداي الدستور بأنه نقطة تحول في حياة الشعب المصري, وأن الذين سيصوتون ب لا بالكاد يجدون مكانا لهم في هذه المشاركة الفعالة. وفي لندن, ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن المصريين يرون أن الاستفتاء علي الدستور هو الطريق الوحيد لايجاد بيئة ديمقراطية مستقرة, ويبين أيضا رأي الشعب المصري في قرار الإطاحة بمرسي في يوليو الماضي. وفي باريس, كتبت صحيفة ليبراسيون اليسارية الفرنسية أن الاقتراع جري في شكل استفتاء شعبي عام علي الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع. وقالت مجلة لوبوان إن المصريين يشاركون في أول استحقاق انتخابي منذ الإطاحة بمحمد مرسي, معتبرة أن هذا التصويت من شأنه أن يؤكد مكانة السيسي كرجل البلاد القوي, وأضافت أن أعدادا غفيرة قالت إنها صوتت ب نعم للاستقرار ولنهاية مرسي, ونعم بشكل عام ل السيسي. وكانت عبارة إقبال كبير علي صناديق الاقتراع في مصر هي العنوان الذي أطلقته قناة فرانس24 الإخبارية الفرنسية علي تقريرها حول الاستفتاء, حيث ذكرت أن الجماهير الغفيرة من المصريين توافدت للتصويت في الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد, وأوضحت أنه في حي السيدة زينب الشعبي وسط القاهرة, اصطف عشرات من الناخبين حاملين العلم المصري ومرددين شعارات مؤيدة للجيش والشرطة, كما انطلقت من مختلف أحياء القاهرة من السيارات أغنية تسلم الأيادي المؤيدة للجيش والتي رددها كثير من الناخبين في سعادة ونشوة. وفي أثينا, عرضت وسائل الإعلام اليونانية المقروءة والمرئية صورا من لجان الاستفتاء والصفوف الطويلة من المواطنين من مختلف الأعمار والطبقات وهم ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في هذا العرس الديمقراطي, موضحة إصرار الشعب علي المشاركة والنهوض بالبلاد. وعلق المحللون بأن ما يحدث في مصر حاليا يعتبر خطوة إيجابية ومهمة علي الطريق الصحيح لنقل مصر إلي الديمقراطية الحقة وتحقيق أهداف الثورة التي قام من أجلها الشعب في عامي2011 و2013, مشيدين بدور القوات المسلحة التي أظهرت فعلا أنها تساند الشعب وتقف بجانبه في كل الأحوال. ورصدت صحيفة توفيما اليونانية واسعة الانتشار الأحداث أثناء الاستفتاء, ومحاولة الإخوان عرقلته, ووقوف رجال الشرطة والقوات المسلحة ومعهما الشعب بالمرصاد لهم. وتأكيدا لدور الشعب المصري, ذكرت صحيفة جابان تايمز اليابانية أنه رغم أحداث العنف التي شابت بعض دوائر الاستفتاء لكن الشعب المصري خرج ليدلي بصوته معترفا بأن الدستور قد لا يكون مثاليا لكن علي أبناء الوطن المضي قدما وإصلاح الكثير, مشيرة إلي ارتفاع المعنويات والتفاؤل بين أفراد الشعب تجاه المستقبل.