تبدو المعركة ساخنة وبشدة ما بين الدولة المصرية وجماعات العنف والإرهاب, إلا أن النتيجة واضحة من الآن, فقوي الإرهاب سوف تخسر المعركة نظرا لأن مصر لا خيار لها سوي الانتصار في هذه المعركة ومما يجعل النتيجة مؤكدة, هي أن الشعب المصري اختار أن يقف مع قواته المسلحة والشرطة وبقية أجهزة الدولة, ضد قوي الظلام والتخلف. وفي لحظة ما قبل الاحتفال بعيد الميلاد, فإن أجهزة الأمن أعلنت عن خطط صارمة لتأمين الكنائس في ربوع مصر, إلا أن العنصر المهم هو إعلان المسلمين والمسيحيين العاديين عن عزمهم علي حماية الكنائس معا. وهذه هي الروح الوطنية التي طالما تفجرت ما بين جموع الشعب المصري في لحظات الخطر, للحفاظ علي الوطن, والحفاظ علي أسلوب حياة المصريين, والذي أبرز تجليات الوحدة والتسامح والأمل في المستقبل, رغم قسوة اللحظة. وإدراكا لنبض الشعب والتفافه حول الدولة المصرية وأجهزتها, فإن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم قال: إن مصر لن تكون رهينة للإرهابيين, ولن تتهاون أبدا مع أي تجاوزات تمس أمن المواطنين. وبرغم ضربات الإرهاب وجماعات التطرف, فإن عزيمة المصريين لاتزال علي تحديها القوي للإرهابيين. ومن ناحية أخري, يبدو أن الرهان علي عامل الزمن لن يجدي أنصار جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتحالفة معها, فقد بدأت أقنعة الخديعة تتساقط من فوق أنصار الإخوان, وفي مرة نادرة, فإن وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية تقدم شهادة حية عن طبيعة مظاهرات الإخوان, وقالت الوكالة في شهادتها إن أنصار المعزول محمد مرسي أشعلوها حرب شوارع, وإنهم استخدموا أسلحة نارية في الإسكندرية قبل أيام من محاكمة الرئيس السابق. ولقد بات مألوفا الآن للمصريين أنباء العثور علي أسلحة بحوزة أنصار الجماعة الإرهابية ومولوتوف, فضلا عن مبالغ مالية, وتشير هذه الأمور مجتمعة إلي أن معركة مصر ضد الإرهاب لن تكون قصيرة, بل ممتدة لأطول مما يأمل المصريون. كما أن الأصابع الخارجية التي توفر الغطاء السياسي لأعمال العنف والإرهاب بدأت تظهر وجهها الكريه, ولعل في تفجر الخلاف المصري القطري أخيرا ما يكشف بوضوح عن الأصابع الخارجية التي تحاول اللعب في الشئون الداخلية المصرية, وهو الأمر الذي تصدت له الحكومة المصرية بقوة, وهو الموقف ذاته الذي قوبلت به التدخلات الأمريكية والتركية. ويبقي أن مصر لم تكن يوما مصرة بكل قوتها علي أن تكسب معركة أكثر مما هي الآن, ففي هذه اللحظة, الشعب والدولة يقفان معا لدحر قوي الإرهاب, وبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة. وهذه المعركة بلا شك يدرك الجميع أنها مضنية وطويلة, ولكن نتائجها محسومة سلفا. لذا, فإن علي القوي المحلية والإقليمية والدولية التي تراهن علي الإرهاب, وعلي الجانب الخطأ من التاريخ, أن تعيد حساباتها بدقة, فليس من الحكمة ولا الواقعية السياسية خوض معركة مفتوحة مع الشعب المصري. لمزيد من مقالات رأى الاهرام