اعتقد أنه بعد نجاحه في الانتخابات بنسبة تفوق الخمسين في المائة أن كل الصعاب ستذلل أمامه, وأنه سيعمل علي القضاء علي الكثير من المشاكل التي تمر بها واحدة من أكثر دول العالم فقرا رغم غناها بمواردها الطبيعية, لكن السياسي والمعارض السابق محمد إيسوفو تخاذل, ولم يستطع بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات علي نجاحه أن يفي حتي بأقل الوعود التي وعد بها, فما كان من الذين انتخبوه إلا أن خرجوا في مظاهرات تقدر بأنها الأكبر في تاريخ البلاد, تاريخ الرجل الطويل في المعارضة أهله لأن يشارك في الانتخابات الرئاسية أكثر من مرة, لكن الحظ لم يحالفه إلي أن اختير من الرئيس الأسبق عثمان ليشغل منصب رئيس الوزراء ويشكل حكومة إصلاحية, لكنه استقال نظرا لضعف سلطاته أمام سيطرة الرئيس, ثم انسحب من الائتلاف الداعم له, وشارك في الانتخابات البرلمانية ونجح في اكتساح مقاعد الأغلبية وطالب بتشكيل حكومة من المعارضة, وقد كان وأصبحت أول حكومة تجمع مختلف أطياف الشعب لكن الوضع في النيجر لم يستقر نظرا لتصلب الرئيس في قراراته أمام الحكومة الجديدة, فما كان من ايسوفو إلا مطالبة المحكمة العليا بعزله وقوبل الطلب بالرفض ودخلت البلاد في دوامة صراع جديدة بعد الإنقلاب العسكري الذي قام به مساعدة باري. وبدأ مشواره السياسي يأخذ منحي جديدا بعد اعتقاله من قبل السلطات الحاكمة عقب اسقاط الرئيس والقبض عليه, حيث اتهم بتخريب الدولة والتحريض علي الفتنة ودعمة لنظام أضر بمصالح البلاد, لكن رئيس الانقلاب عفي عنه, وطالبه بضرورة العودة الي المعترك السياسي, وبالفعل قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي دعي اليها باري واحتل المرتبة الرابعة ونجح باري في انتخابات وصفت بأنها الاكثر تزويرا وعشوائية, ورفض ايسوفو هذة النتيجة واعتبرها إهانة لشعب النيجر الذي يسعي إلي إقامة دولة ديمقراطية ووضع تحت الإقامة الجبرية, وخلال فترة سجنه دعا الشعب إلي الخروج والاحتشاد في الميادين والمطالبة بحقه في انتخابات نزيهة فعذب واستمر في السجن إلي أن قتل باري في انقلاب عسكري آخر ضده, ونادي الاصطلاحيون بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وأجريت وشارك فيها ايسوفو وفشل أمام محمد تانجا إلا أنه خرج وهنأ الرئيس المنتخب. وظل تانجا في الحكم لمدة عشر سنوات استخدم خلالها كل وسائل القمع بعد نجاحه في ثلاث ولايات متتالية نافسه فيها ايسوفو وفشل أمامه, وظل خلال فترة حكمه يطالب بضروة الإصلاح متهما الرئيس بالفساد, واستغلال أموال الفقراء في دعم حملاته الانتخابية مع تمتعه بحياة مترفة لا تقارن بما يعانيه أكثر من خمسة عشر مليونا من أبناء النيجر, ولكن دون جدوي وظل متمسكا بالحكم, وبعد انتهاء فترة رئاسته الثالثة سعي لكتابة دستور يمكنه من حكم البلاد إلي أجل غير مسمي وهنا قام الشعب بإضراب نجح في الإطاحة به, وتولي ايسوفو منصب رئيس حكومة الطواريء تحت ولاية تانجا ولفقت له تهم فساد وأبعد من البلاد لكن غيابه لم يستمر طويلا وعاد بعد إزاحة الرئيس عن الحكم عقب الانقلاب العسكري ضده وخرج الشعب مرة أخري وطالب بانتخابات رئاسية وشارك فيها ايسوفو الذي اعتبر المرشح الاقوي ونجح وأصبح رئيسا للبلاد مع بداية ربيع عام2011 وتعهد ايسوفو بعد نجاحه بأن يستغل ثروات النيجر في القضاء علي مشاكل الشعب والخروج بها من دائرة الفقر والجهل والمرض, لكن يبدو أن تاريخ نضاله السياسي لم يسعفه ووقع في نفس الفخ الذي سقط فيه سابقوه, ولكن الاختلاف الوحيد بينهم أن المظاهرات لم تطالب بإسقاطه بل دعت إلي الإيفاء بوعوده, فهل سيعي الدرس ويفكر في وسائل إصلاحية جديدة غير عادية هذا ماستكشف عنه الأحداث القادمة.