لعلها أكثر من مناسبة تلك التي شاهدتها لك هذا الأسبوع بحضور عرض فرقة أنغام الشباب بعد طول توقف,وأيضا مع افتتاح قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون. إذن لدينا إحياء لهذه الفرقة التي لم نسمع عنها منذ بدايتها علي يد مغنية الأوبرا منار أبو هيف إلا نادرا, وأيضا لدينا قاعة جديدة أو مسرح جديد يضاف لمسارحنا المتآكلة برغم أن عدد سكان العاصمة فاق ال25 مليون نسمة. كان الجهد الأكبر لعودة هذه الفرقة, وبهذا العرض المتميز يرجع لصبر وحب سمير العصفوري للمسرح.. ذلك المخرج الذي شاهدنا له إبداعات كثيرة, ومن خلال أعماله قدم للمسرح المصري عددا كبيرا من الممثلين الذين يحتلون مكانة النجوم الآن. العرض يمكن أن نعتبره مجموعة أوبريتات أو مجموعة من الأغنيات القديمة البديعة التي ترجع بنا إلي عصر المسرح الغنائي الذي افتقدناه منذ فترة طويلة, فلم يكن لدينا الفنان المغني الذي يمكن أن يقف علي المسرح ليغني يوميا, ولم تعد لدينا المطربة التي تستطيع بذل هذا المجهود يوميا. كان هذا رأينا بمناسبة ضياع المسرح الغنائي من حياتنا,ولكن ربما كان عرض كوكتيلالذي قدمه سمير العصفوري يكذب رأينا,حيث الأصوات القادرة البديعة للرجال والنساء إلي جانب الكورال وإلي جانب الفرقة الموسيقية التابعة لفرقة أنغام الشباب. عرض يحتويك بسرعة ويعيدك لزمن الأغنية والطرب والأوبريت من خلال فكرة ذكية, حيث يقدم كل فقرة الممثل الكوميدي يوسف رجائي ومعه نورين ووحيد الحامولي حتي تكون شبه فقرة مرحة بين كل أغنية وأخري, وشارك الكورال بأزيائه الجميلة المختلفة وكذلك أبطال الغناء الفردي وأيضا التمثيل ليقدموا لنا سهرة للغناء الذين يستسيغه لا أقول بعض المتفرجين, ولكن كل المتفرجين,نظرا لأن هذه الألحان نكاد نكون قد حفظناها وأحببناها في الماضي لتعود إلينا فيما يشبه مشروع أوبريت. فقط كان المفروض تقليل عدد الميكروفونات وأيضا الآلات النحاسية لأن القاعة لا تحتمل لصغر حجمها, أيضا يحتاج العرض إلي اختصار بعض من أجزائه. أعود لمن وراء هذا الجهد العظيم وهو البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الذي يديره الفنان عصام السيد وفرقة أنغام الشباب التي يديرها يحيي غانم, وإليك بعض مما سمعنا في هذا العرض أمثال أهو ده اللي صار لسيد درويش, وعلشان ما نعلي ونعلي ونعلي لسيد درويش ويوم القيامة لزكريا أحمد والهي ما يغلب لك حاللأحمد صدقي ويا طيور للقصبجي وأغنية ياريت لصلاح جاهين الذي أطلق اسمه علي هذه القاعة لتكون بذلك ثاني قاعة يفتتحها سمير العصفوري بعد قاعة صلاح عبد الصبور بالطليعة.