تتميز الفنانة الشابة' أروي جودة' عن معظم أبناء جيلها بأنها بدأت بالاستعراض أولا, لكن سرعان ما غيرت جلدها ولعبت أدوار ميلودراما حققت معها نجاحا كبيرا. وهذا الأسبوع عرض لها في بانوراما السينما الأوروبية فيلم' فيلا69' يشاركها البطولة الفنان' خالد أبو النجا والفنانة القديرة لبلبة', ومن إخراج' آيتن أمين', بعد انتهاء العرض كان ل' نجوم وفنون' معها هذا الحوار. كيف تنظرين لفيلم' فيلا69' بعد انتهاء العرض الأول ؟ لا أخفي عليك سرا أنني حضرت إلي صالة العرض خصيصا لأري رد فعل الجمهور علي الطبيعة, لأني كنت متخوفة لسببين: الأول أن الفيلم بعيد عن موجة الكوميديا التي تجذب شريحة كبيرة من الجمهور, ويمثل الجانب الدرامي مساحة كبيرة داخل السيناريو, الأمر الآخر هو أن الفيلم كان فائزا بجائزة من مهرجان أبو ظبي قبل عرضه في البانوراما بأسابيع قليلة, وهو الأمر الذي يجعل بعض الناس يقولون أنه فيلم مهرجانات وليس فيلما جماهيريا, لكن قبل العرض بساعة وجدت شريحة الشباب هم الأكثرية الذين يحرصون علي حضور العرض لدرجة أنني دخلت بصعوبة بالغة ولم أجد مكانا فجلست علي السلم, وعندما بدأ عرض الفيلم كنت أنظر إلي وجوه الحاضرين كي أعرف ردود أفعالهم علي المشاهد المعروضة, والحمد لله جاءت النتيجة أكثر مما كنت أتوقع وتفاعل الجمهور مع قصة الفيلم وهذا ما أسعدني. دورك في الفيلم لم يكن بالمساحة الكبيرة لكنه ترك بصمة كيف ترين ذلك؟ أعلم ما يرمي له سؤالك لكن أنا أفكر بشكل مختلف حيث أنني أفاضل بين دور صغير مؤثر في فيلم كبير وبين مساحة كبيرة في فيلم صغير, هذه المعادلة الصعبة هي المرجعية التي أستند إليها عند اختيار أدواري, وعندما رشحتني المخرجة' آيتن أمين' قالت إن الشخصية مساحتها الزمنية قليلة نسبيا لكن تأثيرها كبير داخل الأحداث فوافقت خاصة أني أعرف' أيتن' منذ سنوات, وتعاملت معها عندما كانت مساعدة لعمرو سلامة في فيلم' زي النهاردة' لذلك كان التفاهم بيننا جيدا. كيف استطعت فك رموز الشخصية ؟ بعد قراءة السيناريو وجدت أن الشخصية مقسمة قسمين من داخلها, فهي مصورة فوتوغرافية تهتم بعملها, وهذا يعطيها ميزة أن تستطيع قراءة الوجه الواقف أمامها بكل تفاصيله, لأنها تعتبر أن الكاميرا هي المرآة الحقيقية التي تصل إلي أعماق الشخصية, وفي نفس الوقت هي فتاة صغيرة نسبيا رغم امتلاكها بعض الخبرات, لذلك فهي تري أن المرحلة العمرية الكبيرة مناسبة تماما لها نظرا لحالة التواصل الفكري بينهما, لذلك عندما قابلت' حسين' الذي لعب دوره خالد أبو النجا أحبته بكل صدق, لأنه أكبر منها بكثير ويتحدث معها بعقلانية شديدة فتمسكت به رغم أنه جد وله حفيد, لكنه يشبع حالة نفسية داخلية لديها. من هنا استطعت فك رموز الشخصية وفكرت في طريقة لبسها ومشيتها خاصة أن معظم المصورين يستسهلون لبس الجينز وفوقه' فيست وكاب', وكل ذلك تم بالتشاور مع المخرجة. بعض الأعمال الجادة تكون كواليس العمل فيها صعبة ؟ عند تقمص الفنان للشخصية التي يؤديها في بعض الأحيان يتصرف كما هو حتي في الكواليس وكان أشهرهم الفنان أحمد زكي الذي لم تكن تعرف إن كنت تتحدث معه أم مع الشخصية التي يؤديها كون ما حدث معي أثناء التصوير غير ذلك تماما, ويرجع السبب إلي أن المجموعة نفسها أصدقاء وعملنا مع بعض في أكثر من فيلم. فبدايتي كانت مع خالد أبو النجا منذ ثماني سنوات وآيتن تعاملت معها كما قلت سابقا أما الفنانة لبلبة فهي المفاجأة بالنسبة لي لأني تربيت علي أعمالها الكوميدية وتقليدها للفنانين, وعندما قابلتها في التصوير كنت أحب الجلوس معها ووجدتها شخصية جميلة حنونه جدا علي الجميع ولديها روح الفكاهة, رغم أنها كانت قاسية معي في أحداث الفيلم وحاولت إبعادي عن حبيبي بطريقة عنيفة. بدايتك كانت من خلال الاستعراض فلماذا لم تقدمي أعمالا استعراضية جديدة ؟ عندما بدأت العمل في السينما كان المخرج خالد الحجر يحضر لفيلم' مافيش غير كدة', بطولة النجمة نبيلة عبيد وخالد أبو النجا وكان السيناريو مبنيا علي أسس استعراضية, وبعد نجاح الفيلم وجدت أن كل المعروض علي في نفس الشاكلة فرفضت أن أكرر نفسي لأني في بداية الطريق, ولا أحب أن يضعني المخرجون في قالب واحد, وقدمت بعدها العديد من الأعمال الميلودرامية والحمد لله حققت فيها خطوة جيدة علي طريق النجاح, لكن دعني أتحدث بصراحة, الفيلم الإستعراضي يحتاج لعنصرين أساسيين هما وجود سيناريو جيد محبوك بشكل متماسك, بمعني أن يتم وضع الاستعراض داخل إطار درامي هادف كما كان يحدث في أفلام الراحلة العظيمة سعاد حسني ونيللي وشيريهان, الأمر الآخر وجود جهة إنتاج تستطيع تمويل العمل حتي يخرج بشكل جيد, هذان العنصران من الصعب المغامرة بهم في الوقت الحالي لأن السينما تمر بأزمة كبيرة سواء علي مستوي التمويل أوالسيناريوهات الموجودة, والتي تدور معظمها في فلك الكوميديا. بمناسبة أزمة السينما كيف تنظرين لتجربتك في السينما المستقلة ؟ لا أخفيك سرا أن مجموعة المخرجين الجدد الذين يعملون خلال تيار السينما المستقلة يمتلكون رؤية سينمائية تستطيع أن تواجه السينما التجارية التي تقدم أعمال كوميدية ضعيفة لكنها سائدة حاليا, وذلك بطرح بعض الموضوعات الجادة والهادفة ومعالجتها بشكل أقرب إلي الواقع وهو ما حقق طفرة خلال السنوات الثلاث الماضية عندما فازت الأفلام المستقلة بجوائز عديدة في المهرجانات العربية والأوروبية, فعلي سبيل المثال فيلم' فيلا69' فاز في مهرجان أبوظبي وكان حديث الناس طوال أيام المهرجان, رغم أن تكلفة إنتاجه كانت قليلة نسبيا, لكن اللغة السينمائية التي تمتلكها المخرجة آيتن أمين ميزت الفيلم. لماذا ابتعدتي عن السينما وشاركتي في عدد من الأعمال الدرامية في العامين الماضيين ؟ أنا لم ابتعد عن السينما للحظه لأني أعتبر السينما هي التاريخ, لكن قلة الإنتاج السينمائي جعل معظم مخرجي السينما يتجهون للتليفزيون, وهم من رشحوني للعمل في' المواطن إكس و خطوط حمراء وسر علني' التي أعتز به كثيرا, لكن يبقي لمسلسل' نابليون والمحروسة' مكانه خاصة, لأن العمل به لمحة تاريخية مهمة, وكل الذين شاركوا به تألقوا بشكل غير عادي. أخيرا ما الجديد عندك في الفترة القادمة؟ أدخل الاستوديو الأسبوع القادم لتصوير دوري في فيلم' الجزيرة2' بطولة النجم أحمد السقا, وهند صبري, تأليف محمد دياب, ومن إخراج شريف عرفة, وأتمني أن يحقق الجزء الثاني نفس النجاح الذي حققه الجزء الأول.