نجحت مفاوضات جنيف في فتح ثغرة واسعة في جدار مصمت من الكراهية وانعدام الثقة, حرص الغرب والإيرانيون علي تشييده علي امتداد ثلاثين عاما من الصراع والحرب حول الملف النووي الإيراني, ووقعت طهران والدول الخمس الكبري أخيرا اتفاقية مرحلية تنزع فتيل الحرب من الملف النووي الإيراني, وبمقتضاه تجمد إيران اجزاء مهمة من برنامجها النووي, وتتوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم فوق5% درجة, وتلتزم ببحث مصيركميات اليورانيوم المخصبة فوق20% درجة, بما ينهي فاعليتها في صنع سلاح نووي, وتمتنع عن توسعة معاملها وتركيب اي أجهزة طرد مركزية جديدة,كما تلتزم بوقف العمل في مفاعل أراك لإنتاج الماء الثقيل,مقابل تخفيف جزئي يفتح الطريق أمام طهران كي تستخدم سبعة مليارات دولار من أرصدتها المجمدة في الخارج, مع تخفيف محدود لاثارالعقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن, ومنعت طهران من تصدير50% من انتاجها البترولي, وإدت إلي زيادة التضخم وإرتفاع الاسعار وانخفاض قيمة العملة الإيرانية, وهبوطا دخل الخزانة, وزيادة مصاعب الحياة أمام المواطن الايراني. والمشكلة في الاتفاق المعجزة ان كل طرف يستطيع أن يقرأه علي نهج مختلف,ابتداء من الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يفخر بأنه انجز إتفاقا كسر شوكة العقوبات الاقتصادية قبل ان تنتهي المائة يوم الاولي من بداية حكمه,خاصة أن الاتفاق يعطي لإيران دون اي لبس الحق في الاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم دون5%, بينما يري الامريكيون ان الاتفاق لا يعطي طهران كارتا علي بياض في قضية تخصيب اليورانيوم,لكنه يجعل إستمرار إيران في صنع سلاح نووي عملا مستحيلا, لانه يعزز مراقبة المفتشين الدوليين لكل المواقع النووية في إيران علي مدي الساعة, بينما تري الدول الاوروبية أن الاتفاق مجرد خطوة اولي مهمة علي طريق انجاز اتفاقية شاملة, تقف امامها مصاعب ضخمة.., وحده بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل هو الذي يري في الاتفاق خطأ استراتيجيا ضخما من جانب واشنطن,جعل العالم اقل امنا واشد خطورة مما كان عليه الوضع قبل الاتفاق. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد