كانت موسكو قريبة من تحقيق نصر دبلوماسي جديد يضاف إلي إنجازاتها التاريخية الأخيرة التي يشيرون منها إلي' إحباط الضربة العسكرية الأمريكيةلسوريا', و' اتفاق السداسية الدولية مع طهران حول ملفها النووي'. غير أن ما تناثر علي الطريق من عقبات عزتها موسكو إلي فصائل المعارضة بالدرجة الأولي, حال دون الإعلان عن عقد اللقاء في الموعد الذي كان مقررا في 12 ديسمبر المقبل, ليتأجل عقده وحسب آخر التوقعات إلي22 يناير من العام المقبل. والمداولات من أجل عقد هذا المؤتمر تتواصل منذ الاتفاق علي' وثيقة جنيف' في يونيو 2012 حول وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة شئون البلاد حتي اجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2014. وعلي الرغم من كل الجهود التي بذلتها موسكو مع مختلف الأطراف المعنية لتحقيق هذه الأهداف, فقد حالت دول بعينها تقف وراء المعارضة المتشددة وفصائلها المسلحة دون تحقيق هذه الأهداف, حسب تصريحات روسية.وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية حمل علي المعارضة السورية التي حملها مسئولية تجاه إحباط انعقاد المؤتمر, بما تطرحه من شروط تعجيزية, ومنها الإصرار علي رحيل الرئيس بشار الأسد, فيما وصف هذه الشروط المسبقة بأنها' أنانية سياسية'.وعلي الرغم من الاتفاق الشكلي حول عدم جواز تأجيل العمل علي تشكيل الحكومة الانتقالية في ظل الخطر المتزايد من قبل المتطرفين وعدم وجود أي حل عسكري في سوريا, فقد بدا ما قاله نظيره الامريكي جون كيري علي طرفي نقيض مما تصر عليه موسكو. وكان كيري كشف في تصريحاته التي أدلي بها في جنيف عن' أن سوريا تحتاج إلي قيادة جديدة, وأن القيادة الحالية في دمشق يجب أن ترحل, وإن أكد' أن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الأممالمتحدة والشركاء الآخرين من أجل تحديد القائمة النهائية للمشاركين في المؤتمر وجدول أعماله. علي أن ذلك كله لم يحل دون الإتفاق حول ثوابت الموقف والتي تختزلها موسكو في سرعة وقف إطلاق النار والجلوس إلي مائدة المفاوضات والبدء في تنفيذ مقررات جنيف الصادرة في 30 يونيو 2012 بعيدا عن أي تدخل خارجي وبمشاركة البلدان المجاورة ومنها إيران التي تعلق الدبلوماسية الروسية عليها الكثير من الأمل في هذا الشأن. وبينما أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الموعد المقترح لعقد جنيف 2 في22 يناير المقبل, كشفت الخارجية الروسية في بيان أصدرته الثلاثاء الماضي عن مواصلة موسكو لاتصالاتها مع الأطراف المعنية لتقليص هوة الخلافات وضمان نتائج مثمرة للمؤتمر المرتقب. وفي هذا الشأن, أعلنت الدبلوماسية الروسية اجتماعات أجراها ميخائيل بوجدانوف المبعوث الشخصي للرئيس بوتين إلي الشرق الأوسط, مع بدر جاموس أمين عام الائتلاف الوطني السوري المعارض ووفد يمثل أكراد سوريا, مما اعتبره المراقبون استمرارا لجهود سابقة بذلها بوجدانوف مع أطراف المعارضة في الخارج سواء في مقر الخارجية الروسية أو في عدد من المدن الأوروبية ومنها باريس واسطنبول وجنيف.