كل شيء يسير في هدوء وناحية اتجاه واحد.. اللقب الثامن افريقيا.. القلعة الحمراء لا يشغلها شيء في هذه الساعات سوي اضفاء كلمة النهاية السعيدة لمشوار طويل ممتليء بالمطبات الصعبة, ولكن كعادتها فانها تحمل لواء ادخال الفرحة علي الجماهير المصرية, باعتبارها تحمل صك تاجر السعادة, علي مدار سنوات سابقة ووسط ركام الاحزان المتتالي علي الساحة الرياضية المصرية. الجهاز الفني بقيادة محمد يوسف لم يترك شيئا للصدفة من لحظة وصوله من جنوب افريقيا بالتعادل الثمين والخادع في نفس الوقت مع القراصنة في جوهانسبرج, فقد بدأ علي الفور اعادة حساباته وترتيب اوراقه, سواء من الناحية الفنية او الخططية, وان كان للجانب النفسي النصيب الاكبر من كلامه مع اللاعبين, فقد توالت تحذيراته وتنبيهاته بضرورة حسم النتيجة في الوقت الاصلي, حتي لا يتكرر السيناريو المزعج لمباراة القطن الكاميروني الذي خلع القلوب واثار توتر العقول بعد ان وصل الي مرحلة ضربات المعاناة الترجيحية التي حسمها حامل اللقب لصالحه. الملامح الاولي لتشكيل الاهلي المرتقب للمباراة تشير الي انه لن يشهد تغييرا جوهريا بعد الاطمئنان علي كافة المصابين, مثل محمد ابو تريكة وحسام عاشور, وان كان من المرجح ان يميل الاداء الي الجانب الهجومي من خلال الاعتماد علي رأسي حربة صريحين للضغط علي مدافعي المنافس, وعدم منحهم المساحات الواسعة للتحرك. وفي لهجة يشوبها الكثيرمن القلق المختلط بالثقة أكد يوسف أن مباراة الغد تعتبر الاهم في مسيرته التدريبية, باعتبارها اول خطوة هامة نحو تحقيق انجاز جديد للاهلي تحت قيادته, وقال ان المواجهة ليست سهلة كما يعتقد البعض بعد التعادل في جوهانسبرج بدليل ما حدث امام القطن, وانه طالب اللاعبين بالتركيز من الدقيقة الاولي حتي الاخيرة حتي لا يتكرر ما جري في اللقاء الاول. واضاف أن جميع اللاعبين في حالة فنية وبدنية طيبة وانه حرص علي اضفاء نوع من السرية علي التدريبات الاخيرة حتي يتوافر المزيد من التركيز في هذه الفترة الحرجة, لاسيما ان المنافس يمتلك سجلا رائعا خارج ملعبه, وهو ما كشفت عنه مواجهته الماضية امام الترجي التونسي في دور الاربعة حيث تعادل معه ايجابيا واطاح به من البطولة. وشدد يوسف علي انه حرص علي وضع اكثر من سيناريو للمباراة يمكن التعامل معها من خلال أي مجريات متغيرة وطبقا لاي موقف وانه يطالب الجماهير فقط بمساندة اللاعبين حتي النهاية والالتزام بالروح الرياضة حتي تتوافر الاجواء الهادئة لتحقيق الانتصار المنتظر. 2.5 مليون دولار مكافأة البطل.. و950 ألفا للوصيف الجوائز المالية المخصصة للفائز بلقب البطولة غدا.. تجعل المواجهة أكثر سخونة, فطبقا للارقام الرسمية فان الفريق الفائز يحصل فورا علي مليون ونصف المليون دولار من الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف), بالاضافة الي مليون أخر من الاتحاد الدولي (الفيفا) مكافاة الصعود الي مونديال الاندية المقرر اقامتها نهاية العام الحالي في المغرب للمرة الاولي. ويحصل وصيف البطل علي 950 ألف دولار بينما يحصل اتحاده الوطني علي 50 ألف دولار, ويحصل صاحب المركز الثالث في كل مجموعة علي 475 ألف دولار مقابل35 ألف دولار لكل اتحاد وطني والرابع علي 380 ألف دولار و20 ألف دولار لكل اتحاد.وينال بطل مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي مكافأة تصل إلي 625 ألف دولار و35 ألف دولار للاتحاد الوطني بينما يحصل الوصيف علي 425 ألف دولار و25 ألف دولار للاتحاد الوطني. بالأرقام.. الوسط صاحب الفضل في وصول الأهلي للنهائي نجح الأهلي خلال مشواره الذي بدأ من دور ال32 في إحرز 17 هدفا ولكنه أستقبل 12 هدفا وهو مؤشر يعكس تراخي الدفاع وأهتزاز مستوي شريف إكرامي بعض الشيء, خاصة عندما نقارن هذه النسبة بما حققه اورلاندو في مشواره نحو المباراة النهائية فقد نجح في إحراز 15 هدفا وأستقبلت شباكه 7 أهداف فقط. وقد بدأ مشوار الأهلي بالفوز علي توسكر الكيني ذهابا في كينيا 2-1 عن طريق عماد متعب محرز الهدفين, وفي القاهرة جدد الفوز بهدفين لأحمد عبد الظاهر وعماد متعب. وفي دور ال16 تخطي الأهلي فريق البنزرتي التونسي وتعادل سلبيا في تونس وفاز 2-1 في القاهرة عن طريق محمد بركات وعماد متعب, قبل أن يبدأ الأهلي مشوار دوري المجموعات ويقع ضمن فرق المجموعة الأولي النارية والحديدية. ورغم البداية السيئة للأهلي بتعادل إيجابي مع الزمالك 1-1 وأحرزه محمد أبو تريكة, ثم خسارة هي الأكبر للفريق في البطولة علي ملعبه أمام أورلاندو بثلاثية نظيفة, فإن الأهلي أنتفض في الجولة الثالثة وفاز علي ليوبار في ملعبه دينيس اوساكا في مدينة دوليسيه بهدف لوليد سليمان قبل أن يجدد الفوز في الجونة مرة ثانية بفوز ثنائي عن طريق عبد الله السعيد ووليد سليمان وفي الجولة الخامسة كانت عودة الأهلي للتألق بفوز كبير علي الزمالك 4-2 ليعتلي الصدارة ويحسم تأهله إلي الدور قبل النهائي وأحرز للأهلي وليد سليمان وأحمد عبد الظاهر ومحمد أبو تريكة وأحمد فتحي, قبل ان يختتم الأهلي مشوار دوري المجموعات بتعادل سلبي أمام أورلاندو في جنوب أفريقيا. وفي قبل نهائي البطولة تعادل 1-1 مع القطن الكاميروني في مدينة جاروا أحرز محمد أبو تريكة للأهلي وفي الجونة تكررت نفس النتيجة وأحرز يومها عبد الله السعيد التقدم للأهلي قبل أن ينتزع الأهلي بطاقة النهائي بضربات الجزاء الترجيحية. وفي ذهاب نهائي البطولة حقق الأهلي تعادلا رائعا أمام أورلاندو 1-1 بهدف عن طريق محمد أبو تريكة وفي انتظار لقاء العودة مساء غد بملعب إستاد المقاولون. ومن خلال رصد النتائج تبين ان الفضل في انتصارات الأهلي يعود إلي مجموعة الوسط بعد أن تكفل عماد متعب واحمد عبد الظاهر بإحراز سبعة أهداف فقط من أصل 17 احرزه الأهلي خلال مشواره الطويل, ويتصدر عماد متعب ومحمد أبو تريكة قائمة هدافي الأهلي ب4 أهداف لكل منهم, ويأتي في المركز الثاني وليد سليمان وأحمد عبد الظاهر ثلاثة أهداف, ثم عبد الله السعيد هدفين وأخيرا هدف واحد لمحمد بركات. أما مشوار أورلاندو فقد بدأ بفوز ثمين في دور ال32 خارج ملعبه علي حساب فريق زاناكو الزامبي بهدف مابينا, وفي لقاء العودة كرر الفوز بهدفين عن طريق ماسوكو وماكولا, وفي دور ال16 تخطي مازيمبي الكونجولي بثلاثية في جوهانسبرج عن طريق أوكونكوا ومبيسوما بهدفين وفي لقاء العودة خسر بهدف نظيف, ليتأهل إلي دوري المجموعات بفضل مجموع المباراتين, ويبدأ مشوار المجموعة الأولي بتعادل مع ليوبار بدون أهداف في جوهانسبرج قبل ان يفوز علي الأهلي في الجونة بثلاثية عن طريق نتشوميولا وجالي وميين, وفي الجولة الثالثة يتخطي الزمالك برباعية لباسيلي وسيجوليلا وميين وكلاتي, قبل ان يرد الزمالك الخسارة بفوز في الجونة 2-1 واحرز وقتها لأورلاندو باسيلا, وخسر بعد ذلك من ليوبار بهدف نظيف قبل أن يتعادل سلبيا مع الأهلي في الجولة السادسة والأخيرة. وحقق مفاجآة كبري في قبل النهائي بعدما اطاح بالترجي التونسي بتعادل سلبي في جوهانسبرج وتعادل إيجابي في تونس أحرز له في المباراة ايمانويل ميونجو, وفي ذهاب نهائي البطولة أمام الأهلي تعادل 1-1 وأحرز له ماتلابا هدفا قاتلا في الدقيقة 93 من عمر المباراة. القراصنة جاهزون ويحذرون: الماضي القريب في مصلحتنا سكت الكلام.. وحانت لحظة الحقيقة.. عيون القارة السمراء لن تغمض غدا علي مدار تسعين دقيقة او ربما اكثر, الجميع في انتظار الفارس المتوج للموسم الحالي بعد مشوار حافل وطويل, امتلأ بالانتصارات وقليل من الانكسارات, المشهد ربما يكون متكررا, ولكن السيناريو احيانا يتسم بالاختلاف لان القدر له في النهاية كلمته الاخيرة لاسدال الستار بالصورة التي يراها. معسكر القراصنة تسيطر عليه حالة عالية من التفاؤل بقيادة المدير الفني الشاب روجر دا سا صاحب البصمات الواضحة في الاداء والنتائج, وهو ما عبر عنه بقوله أن لديه ثقة كبيرة في تحقيق نتيجة طيبة في القاهرة علي الرغم من افتقاده جهود الثنائي انديلي جالي, وهابي جيلي, وقال ان القراصنة ابعد ما يكونوا عن القاء الفوطة البيضاء وانهم قادرون علي العودة بالكأس الي جنوب افريقيا. واضاف أن الحسابات تقول ان 11 لاعبا سيواجهون نفس العدد من المنافسين, وبالتالي فلا مجال هناك لتأثير الجماهير من بعيد او قريب, وأنه كان يتمني وجود الثنائي جالي وجيلي ولكنه واثق من قدرة البدلاء علي سد الفراغ, وانه لن يبكي علي غيابهما لان الاخرين قادرون علي القيام بنفس المهمة, لاسيما في ظل الروح العالية الموجودة بينهم وأكد دا سا الذي تعود اصوله الي موزمبيق ان المباراة ليست صعبة فقط لفريقه ولكن ايضا للمنافس, وانه حرص علي علاج الاخطاء التي كشفت عنها مباراة الذهاب وبث الروح والثقة في اللاعبين, والتشديد علي ان تسجل الاهلي لهدف في جوهانسبرج لا يعني نهاية المطاف. واشار المدير الفني الي دعم مسئولي بلاده للفريق في مهمته الصعبة, وفي المقدمة وزير الرياضة الذي تقدم الجماهير المودعة للقراصنة قبل سفرهم, وتصريحاته النفسية بان القدر هو الذي اختار لهم طريقهم, وانهم ذاهبون للحرب وعليهم اقتناص الكاس والعودة به, وتأكيده انه اذا كان هناك ثلاثون او اربعون ألفا سيؤازرون الأهلي في المواجهة فإن جنوب افريقيا كلها خلفهم. بينما أكد نجم القراصنة داين كلايت جناح ايسر الفريق ان المباراة لا تحتمل اي أخطاء, وانهم أثبتوا خلال مشوارهم انهم اصحاب الكلمة العليا في المناسبات الكبيرة, بدليل النتائج السابقة امام منافسين من اصحاب الوزن الثقيل.. وقال نحن ذاهبون الي معقل الاهلي في موقف صادفنا من قبل, وبالتالي فلا مشكلة علي الاطلاق من تكراره. واضاف كلايت ان جميع زملائه يدركون حجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم دون أي ضغوط, مشيرا الي احترامهم للمنافس ولكنهم ايضا قادرون علي التسجيل في مرماه علي ملعبه ووسط جماهيره. في حين وصف زميله المهاجم لينوكس باسيلا المباراة بانها أهم تسعين دقيقة في تاريخه الكروي, وانه ما حدث من اهدار للفرص في جوهانسبرج لن يتكرر في القاهرة, وانه بالطبع يعمل الف حساب لرقيبه المنتظر وائل جمعة صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب والذي التقي به خلال ثلاث مناسبات هذا الموسم, وانه قادر علي التعامل معه. باسيلا: اللقاء سيكون مختلفا قال لينوكس باسيلا مهاجم فريق أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي أن فريق الأهلي ينجح في الوصول لما يريد بفضل خبرات لاعبيه وهو ما ظهر في مباراتي أورلاندو بجنوب إفريقيا. وأشار باسيلا في تصريحات لموقع أورلاندو الرسمي قبيل السفر للقاهرة لمواجهة الأهلي: أشعر شخصيا أنه لا يمكن التعامل مع لقاء القاهرة كما تعاملنا مع مباراة السبت الماضي. وأضاف مهاجم أورلاندو: زفشلنا في مباراة الذهاب في تحويل فرصنا لأهداف وهذا يجب ألا يحدث في الإياب. وعن فريق الأهلي تحدث باسيلا:لأهلي فريق صعب الاختراق, لقد تأهلوا للنهائي في عديد المرات, وسيعولون علي خبراتهم ولكننا سنكون في غاية الجاهزية للمواجهة.