في زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية الأخيرة إلي القاهرة( التي استبقت محاكمة المعزول المخلوع محمد مرسي بيوم واحد), استمعنا إلي خطاب مختلف للولايات المتحدةالأمريكية إزاء مصر وثورتها الأسطورية في30 يونيو, وأنصتنا إلي ما يشبه الاعترافات في هذا السياق, وعلي أن كلام كيري كان بمثابة إعلان هزيمة أوباما والولاياتالمتحدة أمام مصر وعبدالفتاح السيسي, وعلي الرغم من أنني تابعت تعليقات مصرية فخورة جدا بما قاله كيري, وبالذات محاولة التظاهر باحترام إرادة المصريين, وأن واشنطن ضد الإرهاب, وأن أمريكا تعرف قدر مصر, فإنني وجدت في دماغي ساعتها مقولة شهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان نصها:(Trust-andverify) أو( ثق وتحقق) يعني ينبغي علي المرء أن يتحقق مما سمعه أو قرر أن يثق فيه, إذ علمتني خبرتي السياسية علي امتداد عمري ألا أثق في الولاياتالمتحدةالأمريكية, وإنما لابد أن أتحقق أولا ثم أقرر قبول مقولات كيري أو رفضها, وبخاصة أن تلك المقولات الأمريكية الزلقة المعسولة التي جاء بها,لم تقترن أو ترافق أي دليل عملي عليها, فنحن أمام حقيقة أن الرئيس الأمريكي المنحط باراك أوباما علق تسليم أربع طائرات( إف 16) ودستة من مروحيات( أباتشي) إلي بلدنا, ولم يتغير شيء في هذه الحقيقة الملموسة حتي لحظة كتابة هذه السطور, ثم إن التغيير في المواقف من النقيض إلي النقيض لا يحدث عبر سواد الليل, أو بين غمضة عين وانتباهتها, وبالتالي فأنا أميل إلي النظر لتصريحات كيري علي أنها تعبير عن انقسام داخل الإدارة الأمريكية بأكثر من كونها انعكاسا لموقف أمريكا, بالضبط مثل مواقف وخطاب وزير الدفاع شاك هاجل, يعني هناك مسئولون أمريكان يحاولون إنقاذ المصالح الأمريكية التي أعطبتها حماقات أوباما, وهكذا فلن أنساق وراء عواطفي وشعوري بالزهو( وله بالقطع مبرراته), وأعطي كلام جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة أي وزن, إلا حين يقترن بحقائق مادية يمكن النظر إليها باهتمام, أو بعبارة أخري لن أثق إلا فيما أتحقق منه. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع