لا أعرف إن كان الاعتذارالذي قدمته محطةcbc عن أداء الإعلامي الساخر باسم يوسف في اولي حلقات عودة برنامجه, يعني أن المحطة تعيد التفكير في الأمر, ام أنه مجرد اعتذار مستحق عن بعض الهنات والأخطاء التي وقع فيها البرنامج, كان يحسن بالساخر باسم يوسف أن يتجنبها, خاصة انها تحررت من الذوق الرفيع الذي تميزت به معظم لقطات البرنامج, وجنحت إلي استخدام الفاظ وإشارات قبيحة وردت علي لسان السيدة جماهير التي لاعلاقة لها بالشخصية المصرية لفرط قبحها وسوء ادبها. أعرف أن للشخصية المصرية عيوبا يحسن مواجهتها بالصراحة والنقد, واعرف أن فن السخرية يتطلب بعض المبالغة من أجل تجسيد المفارقة في صورة هزلية تدعو إلي الضحك, لكن باسم يوسف أخطأ في تصوير عيوب السيدة جماهير, كما أخطأ في الفقرة الختامية لبرنامجه التي صور نفسه خلالها في صورة الفارس الاوحد والمعلم والمحذر والمنبه!, ليضع نفسه موضع المؤاخذة والانتقاد الذي يوجهه عادة إلي عدد من زملائه في برامج التوك شو الذين يجنحون في بعض الاحيان إلي المبالغة الفجة, ولا يقدرون قيمة الكلمات التي تصدر عفو الخاطر خلال أدائهم العلني.., وفيما عدا هاتين الملاحظتين, لا يستطيع منصف سوي الانحياز لضرورة استمرار البرنامج في إطاره الساخر واللاذع, دون حاجة إلي الاشارات والتلميحات الجنسية التي ينبغي ان يترفع عنها, لأنه لايحتاجها كثيرا ولأنه لا يكفي لإبراء الذمة ان يعلن باسم يوسف في بداية برنامجه, ان هذه الحلقة للكبار فقط وعلي الذين يستحون أو يخجلون أن يمتنعوا عن المشاهدة! لقد حوي البرنامج باستثناء هاتين الفقرتين العديد من اللقطات الذكية التي تعبر عن مفارقات مدهشة في سلوكنا وأدائنا تستحق إعادة النظر, خاصة ما يتعلق منها بشطط المبالغة والانفعال الزائد والمفتعل, فضلاعن صناعة النفاق التي لاتزال رائجة في دروب الاعلام رغم وجود اثنين من فراعنة مصر يحاكمان في التوقيت نفسه, ولا أظن ان حجب برنامج باسم يوسف سوف يفيد أحدا سوي دعاة الانغلاق وأنصارالفكر الواحد الذين يساعدون علي تربية أبقار مقدسة لا ينبغي نقدها, ويبالغون في التحفظ حماية لأنفسهم من نقد واجب وصحيح. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد