في الوقت الذي يري فيه المتخصصين في الإعلام أن باسم يوسف له كامل الحق في تقديم "البرنامج" بأدائه الساخر الشهير، وهو ما يتسق مع طبيعة برنامجه والأسلوب الذي اتخذه لنفسه في انتقاد الآخرين، يري متخصصون في التمثيل أنه تجاوز في حلقاته الأخيرة وخرج ب "البرنامج" عن سياقه، بينما يؤكد القانونيين أن ل "يوسف" الحق في السخرية دون تعرضه للمساءلة. "البديل" تفتح ملف تعرض الفن والإعلام بمختلف صوره للمصادرة ومحالاوت قمع حريات الإبداع، انطلاقًا من أزمة باسم يوسف الأخيرة، وما يتعرض له من ملاحقات قضائية، وتطرح سؤالًا مُلحا، هل ما يقدمه "البرنامج" يتوافق والقواعد المهنية المتعارف عليها، وتقييم متخصصين في الإعلام والقانون وفنون الآداء ل"باسم يوسف" وما يقدمه في"البرنامج". الدكتورة منى صادق- أستاذ التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية قالت: باسم يوسف يحاول تقديم شو، أكثر من اهتمامه بالعمل ك"مقدم برامج" تقليدي، ولكنه استعمل في حلقاته الأخيرة "ألفاظ وعبارات خارجة"، لا تتقبلها أي أسرة محترمة، في مجتمعنا الشرقي المعروف بعاداته وتقاليده المحافظة، و"البرنامج" كان صريحًا جدًا في البداية، ولكنه لم يستثمر ذكائه وحب الناس له، وتحول إلي مونولوجست، ولم يدرك أن النقد له حدود أيضا. بينما يري الدكتور فاروق أبو زيد- أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن باسم يوسف "هاوي" ولكنه جذاب وجيد الشكل وله جمهوره، بالإضافة إلى كونه "ظاهرة طبيعية" ناجحة، لأنه يعبر عما بداخله بطريقة مقبولة، والنقد ليس له حدود إلا ما يدخل في نطاق التجاوز، أو فعل جريمة يعاقب عليها. وأضاف "أبو زيد": إن التحقيق مع باسم يوسف بهذه الكيفية، أمر مضحك وكوميدي، فهو لم يهين الأديان، والقضية ليس لها أي معنى، أما بالنسبة لطريقة أدائه، فلا استطيع أن أحاسبه عليها، لأنه لا يجب علينا وضعه مع منى الشاذلي أو معتز الدمرداش مثلًا في نفس القارب، لأن باسم يوسف عنده ميزة، وهي أنه ينتقد بطريقة ساخرة، لا يستطيع أي شخص تقديمها بنفس الأداء، لأنها طريقة ليست سهلة، ولبرنامجه إيجابيات أكثر من سلبياته. وفي سياق متصل، يؤكد المحامي سيد فتحي -المعنيّ بقضايا حريات الإبداع والإنسان- أن باسم يوسف، له الحق في الانتقاد، لأن طبيعة برنامجه الخاصة، تسمح له بتقديم فقراته بهذه الكيفية، وعلينا إدراك حقيقة أن أي شخصية عامة أو في صدارة منصب مهم، عليها تحمل النقد المتعلق بأدائه العام، طالما أنه قبل تحمل عبء المسئولية، ورئيس الجمهورية يجب أن يكون محل نقد وعليه أن يتقبل آراء معارضيه، مضيفًا: "النقد مقبول، طالما في سياق نقد الأعمال التي تقوم بها الشخصية العامة، وليست تجريحًا لشخصه". ويقول المحامي منتصر الزيات: لم أرى أي ألفاظ خارجة في الحلقات ولا توجد أي تجاوزات مع بعض الناس والبرنامج له رسالة نقدية سياسيه ساخرة لها حدود . أخبار مصر- البديل