رغم الشهرة الواسعة للأقصر كعاصمة للآثار الفرعونية إلا أنها تضم أيضا آثارا أخري إسلامية وقبطية لاتقل أهمية عن ما بها من آثار فرعونية ومن بينها وكالة الجداوي التي تقع علي بعد خطوات قليلة من معبد اسنا، وتعد احدي المباني التاريخية المهمة التي اهتم الفرنسيون بالحديث عنها في موسوعة وصف مصر الشهيرة منذ أكثر من 300 عام والتي علي الرغم من أهميتها التاريخية وجمال بنائها المعماري لم تخضع إلا لعملية ترميم واحدة عام 1990 ومازالت في انتظار المرحلة الثانية من أعمال التطوير والتي كان مقررا لها أن تتم في عام 2011 ضمن أعمال التطوير الخاصة بمنطقة معبد اسنا والمنطقة المحيطة به ولكن قامت الثورة وتوقفت جميع أعمال التطوير بمدينة اسنا بأكملها والوكالة مازالت تنتظر التطوير. ويرجع تاريخ إنشاء الوكالة إلي عام172 والتي قام ببنائها حسن بك الجداوي الذي كان مملوكا لعلي بك وهو احد افراد حاشية محمد بك أبوالذهب واطلق عليه لقب جداوي لانه كان يتولي إدارة جدة وتوفي عام1215 ه 1800 م, وكانت الوكالة تستخدم كمقر ومنزل للتجار كذلك بيع وشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول, حيث كانت اسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركز للتبادل التجاري في صعيد مصر لمرور قافلة سنار التي كانت تحمل كل سلع تجارتها خاصة الصمغ العربي وريش النعام وسن الفيل ومن أشهر البضائع التي كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة والأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم( الحلاية) الذي كان يعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر في ذلك الوقت وخاصة لمن يقومون بالسفر فكان بالنسبة لهم الفراش والجبة والخيمة وكانوا يطوقون به رقابهم وهو أعظم مكافأة يمكن ان يقدمها السيد لخادمه تعبيرا عن رضائه عنه.