القمامة ثروه قومية, وأحد أهم مصادر الدخل القومي في بعض الدول التي خصصت لها سوقا للتجارة فيما بينها, لكن في مصر الوضع يختلف تماما, فالقمامة تمثل ازمه نظرا لعدم وجود خطط سليمة للتصرف فيها. حيث تمتلئ بها الشوارع, وتنتشر من خلالها الأمراض والأوبئة, كما انها تشوه الشكل الحضاري, وقد فشلت الحكومات المتعاقبة في التعامل مع هذه المشكلة وإيجاد حلول لها في بعض المحافظات. وطبقا لاحصائيات وزارة البيئة فإن القمامة في مصر تخرج نحو21 مليون طن سنويا طبقا لتقديرات عام2012, حيث تصدر القاهرة وحدها5,9 مليون طن سنويا بما يمثل نسبة45% من اجمالي المتولد من المخلفات البلدية الصلبة, وتبلغ نسبة عمليات المعالجه والتدوير في مصر حوالي5,9% من اجمالي المخلفات البلدية الصلبة التي يتم التعامل معها وللتعرف علي مهنة الزبالين وما يواجههم من مشاكل ومقترحات لحل مشكلة القمامة في مصر يؤكد شحاتة المقدس شيخ الزبالين أن عدد الزبالين في مصر يصل إلي ثلاثة ملايين متمثلون في جامع وناقل واعادة تدوير. وأضاف ل الأهرام انه يتم في اليوم الواحد رفع عشرة آلاف طن قمامة من القاهرة من الوحدات السكانية, نصفها مواد رخوة( بقايا الطعام) وهذه كانت تساعدنا في التخلص منها الخنازير ولكن اغلب الخنازير اعدمت بقرار ظالم, كما يوجد أربعة آلاف طن مواد صلبة يعاد تدويرها مره ثانية في منطقة منشية ناصر ولدينا ماكينات ونقوم بعمل مرحلة اعداد ما قبل التصنيع, ونوفر للدولة ملايين الدولارات من استيراد المواد الخام ولكن الحكومه ظلمت الزبالين عندما تعاقدت مع شركات القمامة الاجنبيه عام2002 بعقود طويلة المدي وهذه الشركات احتكرت شرق القاهرة بالكامل وتعطي الزبال عشرة قروش فقط علي الوحدة السكنية, وهذا قليل جدا. ورفض المقدس مشروع فرز القمامة من المنبع الذي اقترحته وزارة البيئة, لان العديد من المواطنين سيرفضونه لانه يشجع علي السرقة اثناء فرز الزبالة امام المنازل, مشيرا إلي أنه يجب ضخ عدة ملايين لشراء معدات للنظافة, واعادة هيكلة هيئات النظافة, وعلي كل رئيس حي بناء قطعة من الاراضي تابع للحي محاطه بسور بشكل حضاري لالقاء القمامة بها, كما أنه علي الحكومة الضغط علي الشركات الاجنبية للتعاون مع الزبالين, وتخصيص شرطة مرافق لمراقبة القمامة, حتي تبقي مصر نظيفة في عيون الآخرين. ومن جانبه ذكرعزت نعيم نقيب الزبالين أن قمامة المنازل والمحلات تقدر بحوالي21 مليون طن سنويا, ولابد ان تنشيء الحكومة مجلسا قوميا لادارة المخلفات, لأنه حسب تقديرات الجمعيات الاهلية فإن مصر تقوم بتدوير35% من الزبالة بالقاهرة والباقي يدفن ويحرق, واضاف انه يتم تدوير85% من الزبالة في منشية ناصر, موضحا انه يتم جمع حوالي8 الاف طن يوميا وهذا النظام يقوم به افراد الزبالين وعائلاتهم. وأضاف أنه توجد1250 ورشه خاصه بالزبالين تقوم باعادة تدوير القمامه, التي يمكن التعامل معها بطريقة صحيحة عن طريق إعادة التدوير ويمكن تحويلها من مشكلة يصعب حلها إلي ثروة قومية, نستخرج منها العديد من المنتجات, ونوفر آلاف من فرص العمل. وأوضح نعيم أن نقابة الزبالين تنظم عمل الزبالين وتنشيء لهم شركات عن طريق هيئة الاستثمار, وأن النقابة حتي الان ساهمت في اقامة48 شركه علي مستوي6 مناطق, وتساعد علي استخراج سجلات تجارية للزبالين والتأمين عليهم وتنظم اوضاعهم, كاشفا أنه بعد مناقشات مع المسئولين في الدولة وافقوا علي اعطاء النقابة منطقة المقطم وسنبدأ العمل فيها بداية العام الجديد. ويري نعيم ان كل طن زباله يولد12 وظيفة, فالزبالة مشروع قومي, فمن الممكن أن تستغل بقايا الطعام وتحول إلي سماد عضوي. يؤكد نعيم عندما فتح المجال بقرار من وزارة القوي العاملة لتكوين نقابات مستقله تجمع450 زبالة ورشحوني و14 فردا لنكون مجلسا للنقابة الذي بدوره اختارني لاكون نقيبا وسجلنا النقابة وتسلمنا خطابا من الوزاره لفتح حساب في البنك الاهلي ووصل تعداد النقابة إلي2500 زبال وابصبح لها فروع في القاهرة والجيزة وعزبة النخل والقليوبية. واضاف ان مهنة الزبالين مهنة وراثية لان كل اسرة تعلم أولادها المهنة, مشيرا إلي أن الزبال الواحد قد يجمع طن زبالة في اليوم ليصل دخله يوميا من250 إلي300 جنيه. ويوضح نعيم ان الزبالين ينقسمون الي درجات معلمين والواحية المتعاهدين والزبالين والفرازين ويصل عدد الزباليين في القاهره الكبري إلي360 الف, ويري نعيم ان الزباليين هما الأقدر علي نظافة مصر حيث قال لو اخدنا حقنا من الحكومه- هنخلي مصر زي الفل ولكن بشرط عدم تجاهل الدوله في التعاقدات الرسمية. وذكر المهندس حافظ السعيد حافظ رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالقاهرة ان أنواع المخلفات, عضوية ومنزلية وصناعية والكترونية ومخلفات هدم وبناء, وينتج منها سنويا علي مستوي مصر حوالي66 مليون طن مخلفات متنوعه نسبة المخلفات المنزلية والعضوية منها حوالي17 مليون طن سنويا, وان القمامة المنزلية العضوية الصلبة المتولده في القاهرة يوميا حوالي15 الف طن قمامة وفي السنة حوالي5,5 مليون طن اي ما يعادل ثلث القمامة المنزليه والعضويه لمصر الناتجة عن27 محافظة. ومن جانبه, أوضح الدكتور صلاح الحجار استاذ بكلية الهندسة وخبير بيئي ان المشكلة التي تعاني منها مصر هي المخلفات, فهي تنتج ما يزيد علي28 مليون طن من القمامة يوميا بخلاف مخلفات المصانع اوالهدم والمباني وغيرها والتي تقترب من30 مليون طن, وقال- إن جميع أنواع المخلفات الناتجة عن المنازل والمصانع والأراضي الزراعية وغيرها قابلة للتدوير بنسبة100% وعن طريق تدويرها يتم خلق فرص عمل جديدة للشباب عن طريق مشاريع التدوير المختلفة, وأن المعادن تمثل اعلي سعر في مكونات القمامة اما الجزء الباقي من القمامه والمتمثل في50% منها مخلفات يمكن تحويلها الي سماد, ففي مصر لا يتم الاستفاده الا بنسبة25% والباقي يلقي في المصارف والطرق ويتم حرقها للتخلص منها.