مع التسليم بأن عنصر المقامرة قد غلب علي القرار المصري الذي تم اتخاذه في مايو1967 بإغلاق خليج العقبة وأدي إلي الارتفاع باحتمال حدوث الحرب إلي نسبة 100 %. دون أن يكون هناك إعداد حقيقي أو استعداد جاد لهذه المواجهة العسكرية المحتومة, إلا أننا لابد أن نضع في الاعتبار أن الذي دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي هذه المقامرة هو حدة الخلافات- العربية في تلك الفترة. كانت حرب اليمن علي أشدها.. وكانت تداعيات انهيار الوحدة المصرية- السورية تتوالي في شكل انقلابات عسكرية في دمشق وبغداد.. وفي ظل هذه الأجواء المسمومة طفت علي السطح قصة الحشود الإسرائيلية علي الحدود السورية وراحت أنظمة الحكم المحافظة تتهكم وتسخر من مصر وتتهمها بالعجز عن منازلة إسرائيل, وتغمض عينيها عن مرور السفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية المصرية عند مضيق تيران في خليج العقبة من ناحية أخري. وفي ظل صراع مكتوم علي السلطة عند مستوي قمة الحكم في مصر آنذاك- بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر- وتحت وطأة الهجوم الإعلامي العربي, اندفعت مصر أو علي الأصح تم استدراجها للفخ المنصوب وتقدمت في16 مايو1967 بطلبها لسحب قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة من سيناء. ولكي تكتمل أبعاد خطة الخداع الأمريكية- الإسرائيلية المشتركة, فقد بعث الرئيس الأمريكي جونسون برسالة إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول يحثه فيها علي ضبط النفس, وعدم اللجوء لأي إجراء قبل التشاور مع واشنطن. وقد جري عن عمد إبلاغ السوفيت بنص رسالة جونسون إلي أشكول لكي يتولوا إبلاغها إلي مصر, وكانت الرسالة تحوي فقرة بالغة الأهمية وربما تكون هي التي أسهمت في سرعة استدراج مصر إلي الفخ المنصوب لها تحت وهم خاطئ بأن مضمون هذه الفقرة يعني أن أمريكا تستبعد لجوء إسرائيل لاستخدام القوة. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لا شيء يجف أسرع من الدموع! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله