تحولت الجامعات المصرية في الأيام الماضية إلي ساحات للعنف والخلاف والتشاجر والتظاهر, ورغم أنها مؤسسات تعليمية تلعب دورا مهما في تشكيل وجدان الأمة, فإن بعض القوي تحاول إقحامها في الخلاف السياسي, من خلال استغلال الشباب لتحقيق مصالح هذه القوي السياسية. وأكد العلماء أن هناك تيارات سياسية تقف خلف هذه المظاهرات لتحقيق أغراض سياسية ليس لها علاقة بالتعليم, وناشدوا الطلاب بضرورة التركيز في طلب العلم وعدم رفع الشعارات السياسية داخل الجامعات, مطالبين شباب الجامعات بضرورة التركيز علي طلب العلم والمعرفة والبعد عن التخريب والعنف. وأوضح العلماء أن تعطيل الدراسة ونشر الفوضي في الجامعات يتنافي مع مقاصد الشريعة الإسلامية .. وشدد علماء الدين علي ضرورة التصدي بكل قوة لمحاولات تعطيل الدراسة بالجامعات, كما طالبوا بضرورة العمل علي تذليل العقبات بالجامعة وتوفير المناخ المناسب للطلاب وأعضاء هيئة التدريس, وأن هذا لن يتحقق دون مواجهة حاسمة للفوضي والعنف والمظاهرات غير المشروعة. يقول الدكتور زكي عثمان, الأستاذ بكلية الدعوة بجامعة الأزهر, إن التظاهر في الجامعات يؤدي إلي تعطيل الدراسة وإيجاد الأزمات والمشكلات بين الطلبة بعضهم البعض, وهذه قضية خطيرة جدا, لأنها تحدث صراعا وانقساما بين الشباب حول أمور سياسية ليس لها علاقة بالتعليم أو الجامعة, وكل هذا يؤدي لخلل وفوضي وارتباك في الجامعة, فنحن منذ ثلاث سنوات نتشاجر ونتظاهر وتتعطل الدراسة ويتوقف العمل في المؤسسات, وكل هذا له الكثير من النتائج السلبية التي سوف تؤثر علي مستقبل هذا الوطن, ولابد أن تكون هناك ضوابط يلتزم بها الجميع للحفاظ علي الدراسة داخل الجامعة, لأنه لا يمكن أن تغلق الكليات وتتوقف الدراسة, فهذا أمر خطير يجب ألا يحدث, بل لابد أن يتصدي الجميع لمثل هذه الأمور, فعلينا أن نحاسب أنفسنا أولا, ونقدم النصائح والتوجيهات للطلاب, لتوضيح الحقائق وتصحيح المفاهيم حول القضايا التي يتظاهر من أجلها الطلاب, وأن يكون هناك تواصل أجيال لا صراع أجيال, وهذا لا يعني أن نمنع الشباب من التظاهر, فإذا كانت المظاهرة مقصود منها الإصلاح فمرحبا, أما إذا كان التظاهر سيؤدي إلي فوضي وتعطيل للدراسة فلابد أن نرفض هذا النوع من التظاهر. العنف والتخريب محرم ويري الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ترك,وكيل وزارة الأوقاف لمساجد القاهرة الكبري, أن الجامعات مؤسسات تعليمية تلعب دورا مهما في نشر العلم والثقافة والمعرفة, ولابد أن يستفيد الشباب من فترة الجامعة, فعليهم بذل الجهد والوقت في التحصيل العلمي, ولابد أن يكون واضحا أمام الطلاب, أن المسئولين في الجامعات لديهم هدف واضح يتمثل في نجاح العملية التعليمية, وتطوير وتحديث التعليم والاهتمام بالشباب, فإذا كانت هناك أي مشكلة خاصة بالدراسة, فعليهم التوجه للمسئولين لعرض هذه المشكلات للوصول إلي حلول عاجلة, مادام ذلك طبقا للوائح والقوانين, والمؤكد أن أي مسئول يسعي لحل المشكلات التي تعرض عليه, بهدف تحقيق المصلحة العامة, وهذا يعني أنه لو كانت هناك مشكلات خاصة بالدراسة, يجب التوجه إلي المسئولين أولا, ولا يجوزالتظاهر من أجل التظاهر, أوالتظاهر لعرض المطالب, حتي لو كانت هناك مطالب مشروعة, فلابد أن يكون التظاهر سلميا دون عنف أو تخريب. محاولات لتعطيل الدراسة ويشير إلي أن المظاهرات التي تحدث في الجامعات, نتيجة أمور ليست لها علاقة بمشكلات الطلاب أو الدراسة, تؤدي لحالة من الانقسام داخل الجامعة, والعنف الذي حدث في الأيام الماضية يعد صورة غريبة علي الجامعة المصرية, فقد تكون هناك مظاهرات لعرض بعض المطالب, لكن العنف والتخريب وتعطيل الدراسة أمور مرفوضة, ولا توجد أي مبررات لمثل هذه الأحداث الغريبة, لأنها تحدث ضررا للكثير من الطلاب الذين لا يشاركون في مثل هذه المظاهرات, فالغالبية العظمي من الطلاب يسعي لطلب العلم ولابد من توفير الجو المناسب لهم, وهذه مسئولية مشتركة بين إدارة الجامعة والطلاب, ولابد أن تكون هناك ضوابط عامة يلتزم بها الطلاب داخل الجامعة, فإذا كانت هناك مشكلات تخص الطلاب, فعليهم التوجه لإدارة الجامعة وعرض هذه المطالب علي المسئولين, لكن المظاهرات التي حدثت في الفترة الأخيرة ليس لها علاقة بأمور الجامعة, بل انها محاولات لإفشال رسالة الجامعات وتعطيل الدراسة. مكايدة سياسية وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر إن المظاهرات التي تحدث في الجامعات, لها أهداف سياسية وتقف خلفها بعض التيارات التي تحاول استخدام الشباب في تحقيق بعض المطالب السياسية, وهذا خطأ كبير يقع فيه الشباب, لأن هذه المظاهرات لن تحقق لهم أي فائدة, ولذلك نطالبهم بالتركيز في طلب العلم والمعرفة والتحصيل, ولابد أن تظل الجامعات مراكز للبحث العلمي والتنوير, بعيدا عن الشعارات السياسية, ولابد أن يعرف الشباب أن دولة الإخوان سقطت ولن تعود, وعليهم أن يعملوا بكل جهد لمصلحة هذا الوطن العزيز, لأن الشباب عماد الأمة ومستقبلها, وأي ضرر يحدث في المجتمع يؤثرعلي مستقبلهم, ويهدد حياتهم وحياة الأجيال القادمة, والمصلحة العامة هنا تكون بالحفاظ علي المنشآت العامة والخاصة وعدم التخريب أوتعطيل الدراسة, ولابد أن يعلم الطلاب أنه لو تعطلت الدراسة فهذا يعني أن عاما من عمرهم قد ضاع دون فائدة, ولذلك لابد أن تكون هناك ندوات داخل الجامعات تستضيف كبار العلماء والشخصيات العامة لتوضيح الحقائق حول القضايا التي تهم الشباب, لأن معظم هذه المظاهرات تكون نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين الطلاب.