الحديث عن الحفاظ علي كنوز ونفائس البحر الأحمر من الانتهاكات والأنشطة الجائرة يكاد لا ينقطع خاصة من عشاق التنوع البيولوجي, ونشطاء الحفاظ علي الطبيعة, وفي مقدمتهم حراس وباحثو البيئة( الرينجرز) العاملون بقطاع محميات البحر الأحمر, الذين قاموا مؤخرا بأبحاث مستفيضة لمسح أعماق المياه, ومعرفة معاناة الأحياء البحرية, وحدائق الشعاب المرجانية, فاكتشفوا أن البحر الاحمر يعاني زيادة الطاقة الاستيعابية لأعداد الغواصين بحيث تتجاوز بعض مناطقه الحدود القصوي المتعارف عليها عالميا, ببلوغه أكثر من عشرة أضعاف الأعداد التي تستطيع تحملها بيئة الشعاب المرجانية بتلك المناطق, مما يعني حدوث أضرار خطيرة لها. علي مدار أسبوع كامل تحرك فريق عمل يضم12 فردا من رينجرز محميات البحر الأحمر, وضم: تامر منير عطالله مدير وحدة الأبحاث والرصد البيئي, وإسلام محمد الصادق مدير برنامج رصد السلاحف, والسيد ابراهيم عبد الحليم مدير برنامج رصد الطيور, وبيشوي موريس فهمي مدير برنامج رصد الدرافيل, ومحمد صبحي فتوح مدير برنامج رصد أسماك الشعاب المرجانية, وسامح صلاح السيد الباحث المتخصص في الشعاب المرجانية, والباحثين المتخصصين: أحمد علي مصطفي, وعبد الرحمن شعبان, ومحمود صابر, بالإضافة إلي المصور المتطوع أحمد وحيد سلامة. وقام الفريق بعملية المسح لسطح البحر وسواحله وأعماقه للوقوف علي الحقائق كاملة, وتسجيل الملاحظات كافة. ويقول الدكتور ياسر سعيد- مدير القطاع الشمالي لمحميات البحر الأحمر-: تقوم إدارة قطاع المحميات بتنفيذ برامج بشكل منتظم ودوري ثلاث أو أربع مرات سنويا, في مواسم التكاثر واوقات وضع البيض والتعشيش والتكاثر للسلاحف والطيور والشعاب المرجانية ونباتات المانجروف وجميع الأحياء, لرصد ومراقبة بعض الموارد الطبيعية المهمة والكائنات المهددة بالانقراض الموجودة علي الساحل والجزر للوقوف علي الحالة العامة لها وأعدادها, وكذلك دراسة انعكاسات التغيرات المناخية ورصد الظواهر الطبيعية المرتبطة بتأثير الارتفاع في درجات الحرارة علي الشعاب المرجانية بمواقع الغوص المختلفة, وتأثير الاستخدامات والأنشطة البشرية والسياحية عليها سواء سلبا أو إيجابا, واتخاذ القرارات المناسبة نحو حمايتها والحفاظ عليها. وأضاف أنه نظرا للأهمية القصوي لتلك الكنوز كان من المهم العمل علي إدارتها بشكل يضمن استدامة استخدامها, والانتفاع بها بيئيا وسياحيا واقتصاديا من خلال برنامج دقيق ينفذ من خلاله نشر وتنمية التوعية البيئية بأهمية هذه الثروات, وتوضيح قيمتها لمستخدمي هذه الموارد الطبيعية من المستثمرين بالقطاع السياحي. عن أهم نتائج الرحلة قال الدكتور ياسر سعيد إن مؤشرات أولية أظهرت استقرار حالة الشعاب المرجانية, وأسماكها في بعض المواقع, وتأثرها في أخري بارتفاع في درجات الحرارة, وخصوصا جنوب البحر الاحمر, كما كشفت معاناة بعض المواقع من زيادة أعداد الغواصين فيها عن الطاقة المحتملة لها مثل منطقة الفينستون بمرسي علم وجزيرة الجفتون بالغردقة وأبو رماد وجزيرة أبوحشيش بسفاجا, وذلك لتميز تلك المناطق بتنوع في الحياة البحرية, وأنواع الشعاب المرجانية الموجودة فيها. وعن رصد الفريق للأحياء البحرية أوضح أنه بالنسبة للسلاحف البحرية الخضراء والطيور البحرية تم رصدها بأعداد متوسطة نسبيا, وأنه تم تسجيل أعدادها وأحجامها وترقيمها, علما بأن أماكن تكاثرها علي الشواطئ قد تأثرت سلبا بفعل الزيادة المطردة في عمليات بناء الفنادق والتنمية السياحية بالساحل في السنوات الأخيرة.