تضاربت التصريحات الأمريكية بشأن عقد لقاء بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة بعد غد الثلاثاء في نيويورك, فيما يبدو تحفظا أمريكيا علي محاولات التقارب الإيرانية مع واشنطن وكذلك طمأنة إسرائيل خاصة في ظل عدم وجود أي تلميحات أمريكية حول احتمال رفع العقوبات الدولية عن إيران. فبينما أعلن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إمكانية عقد اجتماع بين أوباما وروحاني, أكد بن رودس مساعد مستشارة الأمن القومي الأمريكي أن الاجتماع ليس مدرجا علي جدول الأعمال, لكنه لم ينف تماما إمكان عقد هذا الاجتماع. وحذر رودس من أن الانفتاح الذي أبداه الرئيس الإيراني الجديد أخيرا ليس كافيا لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني, وقال إنه أخذ علما بالخطاب المنفتح الذي تبناه روحاني حيال الغرب منذ توليه منصبه الشهر الماضي, إضافة إلي الإفراج عن سجناء سياسيين. واعتبر أن النافذة الدبلوماسية لن تبقي مشرعة إلي ما لا نهاية, لكننا نعتقد أنه لا يزال هناك وقت لإعطاء فرصة للدبلوماسية. وأضاف أننا قلنا دائما بوضوح إننا سنحكم علي إيران انطلاقا من أفعال الحكومة الإيرانية وليس فقط تصريحاتها, مذكرا بأن الولاياتالمتحدة عملت منذ أربعة أعوام علي وضع برنامج عقوبات مثير للاهتمام ضد حكومة طهران. وفي هذه الأثناء, من المنتظر أن يلتقي روحاني نظيره الفرنسي فرانسوا اولاند علي هامش اجتماعات الجمعية العامة. وجاء علي الحساب الشخصي لروحاني في موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن مباحثات الجانبين سوف تتركز علي بحث الأزمة السورية والملف النووي الإيراني. ولم يرد المزيد من التفاصيل في الخبر الوارد علي موقع تويتر والذي تمت كتابته باسم روحاني وبإذنه من قبل شخص وثيق الصلة بالرئيس الإيراني. وفي غضون ذلك, طالب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوط علي سوريا وحليفتها إيران. ونقلت وكالة أنباء إيتار تاس الروسية عن بيريز قوله خلال منتدي دولي في مدينة يالطا بشبه جزيرة القرم بأوكرانيا إن هاتين الدولتين تنتهكان المعايير المعمول بها علي المستوي العام, وتستخدمان أسلحة الدمار الشامل. وتابع أن العالم اتفق بعد الهجوم علي مدينة هيروشيما( التي تعرضت لهجوم بقنبلة نووية من قبل الولاياتالمتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية عام1945) علي أنه لا ينبغي لأحد بعد ذلك أن يستخدم سلاح دمار شامل. وفي سياق متصل, ذكرت مصادر أمريكية ودبلوماسية أن إدارة أوباما تسعي لطمأنة المسئولين الإسرائيليين بألا يكون هناك تخفيف للعقوبات علي طهران ما لم تنتهج خطوات ملموسة لكبح برنامجها النووي. ويبدو أن المناقشات غير الرسمية التي تجري علي عدة أصعدة في واشنطن وإسرائيل تهدف لتهدئة مخاوف الإسرائيليين من تحرك أمريكي سابق لأوانه للتقارب مع إيران في وقت تثور فيه الشكوك بالفعل إزاء عزم الولاياتالمتحدة الإبقاء علي التهديد بعمل عسكري. وفي هذه الأثناء, أكد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني عزم واستعداد بلاده لإجراء حوار مع مجموعة5+1 للوصول إلي حلول سلمية تتضمن الحقوق النووية لطهران. من جهة أخري, أكد رضا نجفي السفير الإيراني لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعم طهران الكامل لتخليص منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وقال نجفي- في كلمته أمام الاجتماع السنوي السابع والخمسين للوكالة في فيينا ونقلتها وكالة أنباء ارنا الإيرانية- إن طهران تدعم إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأضاف أن انضمام بلاده إلي معاهدة حظر الانتشار النووي ووضع منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة أثبت عزمها الجاد علي القضاء بالكامل علي الأسلحة النووية. وشدد السفير الإيراني علي أن الأنشطة النووية الإسرائيلية تشكل تهديدا جادا للسلام والأمن في المنطقة وتعرض نظام حظر الانتشار النووي للخطر.