كانت أزمة الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا هي الذريعة التي اتخذها البعض للتدليل علي أن مايحدث هناك هو امتداد لثورات الربيع العربي التي تجتاح المنطقة, والحقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يستطع أن يغير من خريطة مجلس الحكم المتغلغل في سوريا منذ ايام والده حافظ الأسد, فاستمرت وجوه كرهها السوريون عقودا وكان تغييرها يستلزم زلزالا يصنعه بشار ولكن الأمواج كانت أعلي منه فلم يستطع أن يتغلب علي رجال العهد الماضي. وعبثا حاول بعض العالمين ببواطن الأمور توضيح أن الأمر ليس إلا حلقة جديدة من حلقات الاستيلاء علي المنطقة العربية.. لكن الذي لايقل مرارة عن سرقة سوريا هو هؤلاء الخبراء الاستراتيجيون الذين يثبت لنا الواقع يوما بعد يوم أنهم لايعلمون شيئا عن السياسة التي يحملون درجة الدكتوراه فيها.. ولولا هذا الايمان والجرأة التي ورثها بشار ما صمدت سوريا حتي يعلم الناس حقيقة ما يحدث علي الأرض! الرؤية لن تكتمل إلا بإعادة النظر في الاستراتيجية الاقليمية والدولية للقضاء علي بقية الخبائث المذهبية والسياسية, مما يوجب إعادة النظر في علاقة مصر والحركة الوطنية المصرية بمعسكر المقاومة العربية في ايران ولبنان وسوريا وفلسطين, كما أننا مطالبون في مواجهة التحالف الغربي الصهيوني ضدنا بأن نعضد جبهتنا المقاومة الحريصة علي استقلالنا الوطني بعلاقات جديدة مع كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية ودول التحرير الأمريكية الجنوبية وتصحيح علاقتنا بالدول الافريقية. ولعل حركة رسمية وشعبية سريعة من أجل تحقيق هذه الأهداف تمثل التزاما اساسيا مع مصر الرسمية وقواها الوطنية في هذه المرحلة. ولم يقتصر الأمر علي بلاء المحللين الاستراتيجيين فقط, بل كذلك بلوي رجل قطر الأول الذي دعا الي الجهاد في سوريا فلبي نداءه مرتزقة دول أفغانستان, باكستان, وغيرها.. وبعدها دعا رجل الدين( القطري) الي الجهاد في مصر ضد الجيش بل وسمعنا عما يسمي بجيش مصر الحر يتلقي تدريباته الي جانب جيش سوريا الحر الذي دشن انتصاراته الأخيرة بدك قلعة حلب التاريخية التي بنيت في العام الألف قبل الميلاد.. لقد شارفت الحرب علي الانتهاء وسيعلن انتصار سوريا علي الارهاب باسم الدين والذي صنعته الصهيونية العالمية.. لمزيد من مقالات شرين المنيرى