ايا كان اسم المنظمة التي أعلنت مسئوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم , فان العنوان الحقيقي لهذه المنظمة هوجماعة الاخوان المسلمين, كما أن المسئول الأول عن هذه الجريمة هو مكتب إرشاد الجماعة بكامله ودون إستثناء, ولا يبرئ ساحة الجماعة من هذه الجريمة البشعة بيان هزيل يصدر باسم الجماعة يدين الجريمة!, أو بيان كاذب يصدر بإسم القدس يعترف بها! وإذا كانت المسئولية الأدبية لجماعة الاخوان عن الحادث ثابتة يستحيل انكارها, تتمثل في شعارات اعتصام رابعة التي حملت تهديدات واضحة باستخدام السيارات المفخخة إذا لم يتراجع الفريق السيسي عن انقلابه العسكري!, فإن المسئولية الجنائية سوف تثبتها تحقيقات الحادث الذي كان من المستحيل وقوعه دون معاونة لوجوستية ومعلوماتية أساسية, تؤكد ضلوع أفراد الجماعة في الجريمة البشعة, التي تمثل أخس أنواع جرائم الإرهاب التي يرفضها الدين الإسلامي ويزدريها, لما يترتب عليها بالضرورة من سقوط قتلي وجرحي عديدين يحصدهم الموت العشوائي دون ذنب أو جريرة.., لكن الحادث يبقي رغم ذلك علامة فارقة في تاريخ الارهاب في مصر, لأن الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد اللذين أشعلا حربا ارهابية استمرت18 عاما, لم يلجأ أي منهما إلي اسلوب السيارات المفخخة حتي بعد ان عاد المصريون الافغان من أفغانستان ورفعوا مستوي أداء عمليات التخريب والإرهاب, وبقيت السيارات المفخخة الاسلوب المفضل لتنظيم القاعدة, استخدمته في تفجير عدد من المنشآت السياحية في شرم الشيخ لاحداث أكبر عدد من الخسائر البشرية. وما يدعو للتأمل العميق أن الجريمة لم تحقق أيا من أهداف الجماعة, خرج الوزير سالما وزادت روابطه مع ضباط الشرطة, وتوحدت معه المؤسسة الأمنية, وارتفعت قامته ليصبح بطلا شعبيا وهو يؤكد بعد دقائق من وقوع الحادث أن استشهاده لم يكن يغير شيئا من الموقف لأن من يأتي بعده سوف يكمل هذه المهمة الوطنية, وزاد حنق المصريين علي الجماعة الذي أصبح تمسحها بالدين موضع السخرية المرة بعد سقوط هذا العدد من الضحايا العشوائيين وبينهم أطفال ونساء بترت اطرافهم, وقل كثرا عدد الذين يطالبون بالمصالحة مع هذا التيار بعد أن تكشف وجهه الإرهابي القبيح, وجاء الحصاد النهائي للعملية تصميما واضحا من كل المصريين علي اقتلاع جذور الإرهاب. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد