كشف البنك المركزي عن ارتفاع الاحتياطي الاجنبي لديه خلال شهر اغسطس الماضي ليصل إلي18.91 مليار دولار, مقابل18.88 مليار دولار خلال يوليو السابق عليه, ويتزامن ذلك مع تراجع كبير في سعر الدولار اغمام الجنيه لليوم الثاني علي التوالي بعد ان فقد9 قروش مرة واحدة حيث استقر سعر بيع الدولار بالبنوك عند6.89 جنيها, بفضل العطاء الذي طرحه البنك المركزي وباع فيه1.3 مليار دولار للبنوك, وادي ذلك الي تخلص الافراد من الدولارات التي اكتنزوها خلال الاشهر الماضية حيث قفزت مبيعاته للدولارات لدي البنوك نحو10 اضعاف امس. كما يتزامن ارتفاع الاحتياطي الاجنبي مع اعلان البنك المركزي استعداده لرد مبلغ2 مليار دولار قيمة الوديعة القطرية لدي البنك المركزي التي كان مفترضا تحويلها الي سندات بعد3 اشهر, وذلك في حالة فشل المفاوضات التي بدأت منذ ايام ولاتزال مستمرة بشأن ذلك, وكشف مصدر مصرفي مسئول ل الاهرام عن ان اعلان المركزي استعداده لرد المبلغ يأتي ضمن تأكيد دولة الامارات تعويض هذا المبلغ وبشروط افضل كثيرا, الي جانب قيمة الوديعة القطرية بمبلغ مليار دولار, ولكنه استبعد ان يكون هناك طلب من جانب تركيا لاسترداد هذه الوديعةالتي دخلت البنك المركزي المصري في اوائل العام الحالي و يصل اجلها الزمني3 سنوات وبفائدة تصل نحو3%. وكشف المصدر عن ان البنك المركزي يتحسب منذ البداية- وليس من الوقت الحالي- لشروط هذه السندات وسعر العائد عليها, ويضع في حساباته كافة الاحتمالات بحيث لا تؤثر سلبيا علي موقف الاحتياطي الاجنبي. ووصف محمد بركات رئيس اتحاد المصارف العربية ورئيس بنك مصر ان ارتفاع الاحتياطي الاجنبي بانه خطوة مهمة تعكس نجاح السياسة والاجراءات التي ينفذها البنك المركزي, لافتا الي انه يتزامن ايضا مع الزيادة في حصيلة النقد الاجنبي لدي البنوك خلال الاسابيع الماضية, وهو مايظهر جليا في الاستجابة لكافة طلبات العملاء في فتح اعتمادات الاستيراد للسلع الغذائية والاساسية ومستلزمات الانتاج وعدم وجود اية طلبات معلقة, الي جانب تلاشي السوق الموازية من سوق الصرف وانحصارها. وقال عبد الحميد ابو موسي محافظ بنك فيصل ان ارتفاع الاحتياطي الاجنبي خلال شهر اغسطس يعزز الاستقرار في سوق الصرف كما يمثل رسالة طمأنة خاصة ان الاعلان عنه ياتي بعد ضخ البنك المركزي اكبر عطاء له منذ تطبيق الية الاوكشنز في30 ديسمبر الماضي, وتوقع ان يظهر توافر العملات الاجنبية في البنوك وتراجع سعر الدولار بشكل واضح ليس فقط في الاستجابة لجميع طلبات الاستيراد, ولكن في تعليمات البنك المركزي في مزيد من التسهيلات من جانب البنوك في توفير الدولار للافراد في حالات السفر, مشيرا الي ان كثيرا من البنوك لديها فائض حاليا من العملات الاجنبية. واستبعد ابو موسي ان يكون هناك تداعيات سلبية واضحة جراء الحادث الارهابي لمحاولة اغتيال وزير الداخلية, لافتا الي انه يمثل حادثا عارضا والشواهد تشير الي نجاح الامن والجيش في تحسين الاوضاع الامنية. ومن جانبه قال محمد عشماوي رئيس المصرف المتحد ان تنازل وبيع الافراد للدولار امس بلغ ذروته منذ نحو عام واضاف لقد سجلت الزيادة نحو10 اضعاف وربما20 ضعف المعدلات والمهم ان الظاهرة كانت في معظم الاقاليم, ولفت الي ان البنوك لديها فائض لاول مرة من العملات الاجنبية, بفضل نجاح العهطاء الذي طرحه البنك المركزي امس الاول والذي ياتي ضمن سلسلة من الاجراءات الناجحة.