ماذا يفعل الحيوان المفترس والذي تهابه كل حيوانات الغابة حين تكون الفريسة الدسمة قاب قوسين أو أدني من أنيابه بعد أن أجهز علي معظم أخواتها من قبل وترصدها كثيرا وهيأ جميع السبل لافتراسها ثم أفلتت من بين أنيابه؟!! نجده يفقد صوابه مزمجرا يطارد الفريسة بكل ما أوتي من قوة أملا في ان يفتك بها ويعيدها تحت أنيابه ضاربا بعرض الحائط كل المحاذير.. هذا مايحدث الآن علي الساحة العالمية من أمريكا ومن يمشي في ركابها مثل الاتحاد الأوروبي ضد مصر التي أضحت مثل جبل الجليد الذي وقف أمام السفينة تايتانيك رمز الغرور الأمريكي وأغرقها فقد أجهض شعب مصر وجيشها مشروع الشرق الأوسط الكبير بعد أن كان في توقع الغرب ان مصر هي آخر محطة لتحقيقه ولذلك طاش صواب الإدارة الأمريكية وتريد إعادة عقارب الساعة إلي الوراء لتنفيذ مخططها الشيطاني ولكن الشعب المصري لن يرضخ للضغوط الرهيبة التي يمارسها الغرب علنا ضد القانون والأعراف الدبلوماسية وبمنطق الطغاة وقد وقف بجانب مصر معظم الدول العربية الشقيقة قلبا وقالبا فالمؤامرة قديمة ومشروع الشرق الأوسط الكبير هو المصطلح الذي اطلقته الإدارة الأمريكية عندما كان يرأسها جورج دبليو بوش علي منطقة شاسعة تضم كل الدول العربية إضافة إلي تركيا, إيران, أفغانستان,باكستان وأخيرا إسرائيل التي أنشيء أساسا من أجل عيونها فقد كانت الاستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلي دويلات والدويلات إلي مناطق أصغر علي أسس عرقية وطائفية حتي يسهل التحكم فيه أي أن مشروع الشرق الأوسط الكبير مخطط شيطاني ظاهره السياسي هو تشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي أما بطانه فهو تفتيت هذه المنطقة العربية الغنية والاستيلاء علي ثرواتها والقضاء علي الجيوش القوية بها واحدا تلو الآخر, وكان قد أعلن عن نص المشروع في مارس2004 بعد ان طرحته الإدارة الأمريكية علي مجموعة الدول الصناعية الثماني. وقد استخدم الغرب جماعة الإخوان المسلمين في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وأوهمهم بالخداع أنه سيمكنهم من إقامة الخلافة الإسلامية حتي ينال مأربه فتحولوا إلي أداة لبسط النفوذ الأمريكي وتنفيذ المصالح الإسرائيلية في المنطقة وأصبح الإخوان هم منفذي الشعار الذي رفعته كونداليزارايس بعد غزو الولاياتالمتحدة للعراق2003 ومضوا في تنفيذ ماتأمرهم به أمريكا كان الدعم الكامل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لحلف الناتو مع التمويل القطري لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي ثم الخطة الأمريكية لإسقاط نظام بشار الأسد, وهناك في السودان بواسطة عمر البشيرتم تقسيم السودان إلي شمال وجنوب ثم جار محاولات انفصال دارفور وأخري بعد ذلك. ثم جاء دور الإخوان في مصر حين وصلوا إلي سدة الحكم فسارعوا بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه وتناسوا القضية الفلسطينية بعد ان تاجروا بها كثيرا وأصبح مرسي وجماعته عبيدا للمشروع الأمريكي واستباحوا سيناء ليحتلها من استقدموهم من الجماعات الجهادية ضمن المخطط المرسوم بل تآمروا مع الإدارة الأمريكية علي سيناء أرضنا المقدسة التي ارتوت بدماء المصريين دفاعا عنها ضد الغزاة علي مر التاريخ ببيع ثلث مساحتها بمليارات الدولارات الأمريكية كوطن بديل لفلسطين بعد ضمها إلي غزة وتنتهي القضية الفلسطينية إلي الأبد وعلي حساب مصر, وفركت أمريكا يديها فرحا ومن في ركابها مثل الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لأن مشروع الشرق الأوسط الكبير قارب علي الانتهاء في مصر وجاءت مرحلة جني الثمار ولكن فوجيء الجميع بالزلزال الذي أماد الأرض تحت أقدامهم فقد أطاح الشعب والجيش من ورائه بحكم الإخوان المتهمين بالخيانة العظمي وبأحلام أمريكا وإسرائيل في تحقيق المحطة الأخيرة لمشروعهم في مصر وبأحلام أردوغان بزعامة الخلافة الإسلامية.. أليس ذلك كافيا لأن يفقد الغرب صوابه ويفعل المستحيل ليعيد الفريسة تحت أنيابه؟!! د. مصطفي شرف الدين