أكدت السفيرة مني عمر المبعوث الخاص للرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور للدول الأفريقية ومساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية سابقا أن نظام الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي ارتكب أخطاء عديدة أضرت بمصالح مصر في أفريقيا, سنعاني منها في الفترة القادمة. مشيرة في هذا الصدد إلي الاجتماع السري الذي عقده مرسي بشأن بحث قضية سد النهضة والذي تم بثه تليفزيونيا, وقالت إن الانعكاسات السلبية لهذا الاجتماع لم يكن علي علاقتنا بإثيوبيا وحدها, وإنما شمل الدول الإفريقية جميعا, وعكس رؤية متخبطة متعالية وعدائية, وأكدت أن مصر تحتاج إلي تحركات سريعة لرأب الصدع الذي ترتب علي هذا الأمر, ولاستكمال تحركاتها التي بدأتها عقب ثورة 30 يونيو ليس فقط لشرح حقيقة التغيير الذي تم في مصر لأشقائها الأفارقة, بل لإعادة صياغة علاقاتها المستقبلية بدول القارة. وقالت عمر إن الجولة التي قامت بها مؤخرا لسبع دول إفريقية, وشملت إثيوبيا وأوغندا وبووندي وكينيا وسيشل وجيبوتي وإريتريا كانت إيجابية للغاية, وأنها وجدت رؤساء هذه الدول متفهمين تماما للتغيير الذي حدث في مصر في 30 يونيو, وقد شرحت لهم الوضع الذي أدي إلي الثورة, وكيف استعدي النظام المعزول كل فئات المجتمع عليه, وقالت إنها أكدت للجميع أن ماقدمته مصر والمصريين من تضحيات في ثورة يونيو ليس في مصلحة مصر فقط أوحتي شمال أفريقيا أو القارة بل العالم كله, الذي أنقذناه بإزاحة حكم الإخوان في مصر من كثير من المشكلات. وأضافت السفيرة مني عمر أنها أكدت للقادة الأفارقة أن قرار الإتحاد الإفريقي بشأن تجميد أنشطة مصر كان قرارا خاطئا ومتسرعا, وأنه لم يتريث حتي يعلم حقيقة ماجري, وقالت: إن عددا من الرؤساء أكدوا لها أن قرار الإتحاد الأفريقي كان نتيجة ضغوط من خارج القارة, وأعربت عن إعتقادها بأن مصر يجب أن تستمر في طرق أبواب الدول الأفريقية ليس فقط بشأن تصحيح صورة الموقف الحالي, بل من أجل مستقبل العلاقات مع دول القارة, وتعويض غياب مصر عن القارة, وأعني بالغياب هنا غياب الدور القوي لمصر كقوة إقليمية, وقد قال لي أحد الزعماء الأفارقة إن غياب مصر جعل دولا هامشية تتصدر المشهد السياسي في إفريقيا. وأشارت إلي أن جولات مبعوثي الرئيس أشعرت الدول الإفريقية بإهتمام مصر بها, وباننا لسنا متعالين عليهم, وأننا نلجأ إليهم, وكانت العناوين الرئيسية للصحف تتحدث عن أن مصر تطلب دعمهم, وهو مايعني أننا نتعامل معهم بندية, وهو أمر مهم أننا صوبنا إهتمامنا عليهم, ولم نذهب لأمريكا أو الغرب. وتري أن مصر يجب أن تعمل علي إستعادة دورها في القارة, وأن تكون حاضرة بقوة من الآن فصاعدا في حل كل القضايا في إفريقيا وفي الحلول التنموية, ويجب أن يعود للقاهرة كموقع مفضل للمؤتمرات الأفريقية, وأن نحرص علي مشاركة المسئولين المصريين علي أعلي مستوي في كل المؤتمرات الإفريقية, وأن تتحدث مصر باسم القضايا الإفريقية ولاتكتفي بالحديث فقط بغسم القضية الفلسطينية, مشيرة علي سبيل المثال إلي قضية الصومال, التي أصبح العالم يتحدث بشأنها مع تركيا وكينيا وأثيوبيا, في حين لم تدخل مصر في قضية المصالحة أو التنمية بها. وأكدت السفيرة مني عمر ضرورة التحرك نحو الدول الأفريقية بشكل متواز مع التحرك لتصحيح الأوضاع الداخلية, التي لايجب أن تلهينا عن قضايانا الخارج, وبعضها في غاية الأهمية مثل قضية سد النهضة, علي أن يكون تحركنا نحو أفريقيا وفق خطة واضحة المعالم واستراتيجية محددة ومخططة وليست عشوائية, تركز علي مصالحنا وأهدافنا, وقالت: إن الشعب المصري قدم تضحيات كبيرة وقدم دماء الشهداء, ويجب أن يكون الثمن لذلك أن تتقدم البلد وتتجه نحو الأفضل. وقالت: إنها لمست خلال زيارتها لأديس أبابا أن الإخوة في إثيوبيا حريصون علي التعاون مصر, وأضافت أن مصر رأت أن التقارير المقدمة بشأن سد النهضة غير كافية, والآن هناك اجتماعات قادمة بشأن هذا الموضوع تحظي بأكبر اهتمام في مصر. وحول الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق قالت: إن الموقف الذي اتخذه بشأن الأزمة في مالي كان مسار إنتقاد الدول الإفريقية جميعا, حيث كان دفاع النظام المخلوع عن الجماعات الإرهابية في مالي غريبا, وهي تقتل المدنيين وتتقدم لإحتلال العاصمة وتدمر تمبكتو أهم مدن التراث الإسلامي, وبدت مصر وقتها كداعم لحركات التطرف, التي تعاني منها دول القارة كلها, وأصبح يبدو أن هناك شبكة من العلاقات بين النظام المعزول وهذه الجماعات المتطرفة, وفي رأيي أن المعركة الحالية هي معركة استعادة مصر واقتصادها ودورها, وهي معركة حاسمة.