بعد رمضان يفتر كثير من الناس عن العبادة ويكسلون عن الفضائل, ومن الشباب من لا يصلي إلا في رمضان فإذا مضي رمضان ترك الصلاة, وكثير من موائد الكرم والإطعام ترفع بعد رمضان, وكأنهم يعبدون رمضان, لا رب رمضان! علماء الدين يطالبون باستمرار تلك العبادات والمداومة علي الطاعات طوال العام, ويقول الدكتور صابر طه, عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر, لقد انتهي شهر رمضان, فربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر, والله عز وجل سمي لنا العيد لأنه يعاد علينا وأنه يأتي في كل عام, ونحن في الإسلام عندنا عيدان, وعيد واحد في الأسبوع, أما العيدان فهما يأتيان بعد أداء فريضة من الفرائض وهما الصوم والحج, أما العيد الأسبوعي فهو يوم الجمعة, ويجب علينا في البداية أن ننوي الصيام في الستة الأوائل من شهر شوال عملا لقول النبي صلي الله عليه وسلم-: من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله وعلينا ألا نترك العبادة بعد هذا الشهر الكريم, بل علينا أن نستمر, وأفضل الأعمال أدومها وإن قل, كما قال النبي صلي الله عليه وسلم. وأوضح الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر, أن القرآن الكريم يدعو إلي المداومة والاستمرار علي الفضائل لا أن ينغمس فيها المسلم في مناسبة من المناسبات كرمضان وغيره والدليل علي ذلك قول الله تعالي: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وقد ورد في السنة المطهرة أن رسول الله, صلي الله عليه وسلم, سئل أي العمل أحب إلي الله تعالي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أحب العمل الي الله أدومه وإن قل والدليل علي الدوام قول الله تعالي: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون, والله تبارك وتعالي لم يأمرنا بالصلاة في رمضان فحسب, وإنما أمرنا بها ما دمنا أحياء ومكلفين وكذلك تلاوة الذكر الحكيم, كما طالب بالحرص علي مداومة الطاعات والفضائل التي تجلت خلال شهر رمضان كإطعام الطعام, والرفق بالمساكين, وصلة الأرحام وان ندرك جميعا اننا نعبد رب رمضان.. من جانبها تقول الدكتورة الهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر, إن طاعة الله لا تتجزأ واتباع أوامره يكون في كل وقت ومكان فعلي كل سيدة أن تلتزم بدينها وتكون أكثر التزاما بالزي الإسلامي في كل تعاملاتها وسلوكها لأن ذلك هو ما يميزها عن غيرها من النساء في الديانات الأخري. وأضافت أن كل امرأة أو فتاة من المفترض فيها أن تستفيد من شهر رمضان لبقية حياتها خاصة في الحجاب وليس العكس كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم-( اتق الله حيثما كنت), وأشارت أيضا إلي رفض الدعاوي القائلة بأن الحجاب رمز ديني فقط ففيه حفظ وصون للمرأة المسلمة وهو أيضا فريضة يجب الالتزام بها أما الالتزام الوقتي فذلك يطلق عليه عبادة النفاق أي أن من يفعل ذلك ينافق من حوله ويخشي كلامهم ونسي الخالق الأعظم المطلع علي خبايا الصدور. وأوضحت أن الجانب الروحي في شهر رمضان لا يكتمل إلا بارتداء الحجاب, إضافة إلي أن الحجاب يغير سلوك الفتاة أو السيدة المسلمة فهي تنفذ فرضا وواجبا استحقه الله عليها, وعما يتردد عن تقييد الحجاب للمرأة قالت: إن الحجاب هو وجه من أوجه العناية الفائقة للتشريع الإسلامي بالمرأة وأيضا جعله لسد الذرائع التي تنتج عن التبرج بالزينة فما يأمر به الإسلام هو وقاية للمرأة من أن تسقط في بئر المهانة. وخلافا لهذا وذاك فهو إتباع لأوامر الله ورسوله الكريم والقدوة في هذه المسألة زوجات النبي صلي الله عليه وسلم اللاتي أمرهن الله بالحجاب والعفة وهناك دور كبير يقع علي الوالدين في تدريب بناتهن علي ارتداء الحجاب منذ الصغر وبالطبع القدوة في ذلك الأم فالبنات تفعلن ما ترين عليه والدتهن.