بعد انتهاء شهر رمضان ينتظر المسلم النتيجة, فما هي نتيجة الصيام؟ مقبول؟ أم غير ذلك؟ تقول الدكتورة هندية أحمد عامر أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر,: إن لقبول الصيام علامات ودلائل كما أن لعدم قبوله دلائل وعلامات أولها, الحرص علي الفرائض والنوافل بعد رمضان, فإذا وجد المسلم أنه ازداد حرصا علي أداء الفرائض والنوافل, فإنه علي طريق القبول, روي النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه - عز وجل - : وما تقرب عبدى بشيء أحب الىً مما افترضته عليه, ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, ولئن سألني لأعطينه, ولئن استعاذ بي لأعيذنه, وثانيها, زيادة مراقبة الله- عز وجل- في كل الأحوال, ومن ثم الوصول إلي مرتبة الإحسان, وثالثها, حب الطاعة وكره المعصية, وذلك أن يحبب الله في قلب العبد الطاعات فيحبها ويطمئن إليها, قال تعالي: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. ألا بذكر الله تطمئن القلوب سورة الرعد الآية28 ويكره إليه المعصية والقرب منها, اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان, واجعلنا من الراشدين ورابعها, المداومة علي الأعمال الصالحة, قال صلي الله عليه وسلم:أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل متفق عليه, وخامسها, استصغار العمل وعدم الاغترار به, فالمؤمن مهما قدم من أعمال صالحة, فهذه الأعمال لا تعدل شكر نعمة واحدة من نعم الله عليه, قال تعالي: ولا تمنن تستكثر سورة المدثر الآية6, وسادسها, عدم الرجوع إلي الذنب: إن الرجوع إلي الذنوب علامات خسران, قال يحيي بن معاذ: من استغفر بلسانه وقلبه علي المعصية معقود, وعزمه أن يرجع إلي المعصية بعد الشهر ويعود, فصومه عليه مردود, وباب القبول في وجهه مسدود, وسابعها, الوجل من عدم القبول: فإن المؤمن مع إقباله علي الطاعات وتقربه إلي الله تعالي بالعبادات إلا أنه يخشي أن يحرم من القبول, عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قوله تعالي: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة سورة المؤمنون الآية60, أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا إبنة الصديق, ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون, وهم يخافون أن لا يقبل منهم, أولئك الذين يسارعون في الخيرات. والثامنة, الثبات علي الطاعة: فإن ثبت الصائم علي الطاعة والعبادة والأعمال الصالحة بعد شهر رمضان, وداوم عليها في بقية الشهور, فذلك علامة القبول. ويقول الدكتور عبدالوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, إن هناك علامات تدل علي قبول الصوم وهي: حال التائب بعد التوبة خير من حاله قبل التوبة, إذا أشرق القلب بالتوبة, فينتقل صاحبه من طاعة إلي طاعة, وأن يظل التائب ملازما لمقام الخوف, لا ينفك عنه حتي ينادي عليه مناد من قبل السماء ياأيتها النفس الطيبة أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان, والاستقامة علي الطاعة, فهناك من يروغ بعد رمضان روغان الثعالب, والتائب حبيب الرحمن وإن زادت الشهوة بعد رمضان فلابد للمرء أن يراجع نفسه مرة أخري, وإن زاد حب الانتقام من الناس لابد أن يراجع نفسه, لأن الصيام كان من أجل التقوي, والتقوي تضبط الغريزة, ويصبح الإنسان مجاهدا لنفسه, لديه عزيمة وإصرار وهمة عالية, وأن يكون خائفا ألا يقبل عمله, فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن هذه الآية( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال: لا يا بنت الصديق, لكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات, نستنتج من ذلك أن علامات القبول هي المداومة علي الأعمال الصالحة بعد رمضان, ثم يتبع الحسنة الحسنة, لأن علامات قبول الأولي أن يوفقك الله لعمل الثانية, وكل هذا يكون في قلب المؤمن الذي هو بمثابة الترمومتر لقياس درجة الإيمان الذي قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم إنه يزيد وينقص, فتكون نتيجة علامات قبول الصيام أو عدم قبوله في القلب.