بعد مرور قرابة عشرة أيام علي خروج عشرات الملايين من المصريين إلي الشوارع في السادس والعشرين من يوليو الماضي لمنح الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع تفويضا شعبيا غير مسبوق في التاريخ لمواجهة الإرهاب يزداد شعور الكثير من المصريين بان الفريق السيسي خانهم
ولم يستخدم التفويض الذي منحوه أياه وخاصة في مسألة فض إعتصامي الاخوان المسلمين ومؤيديهم في منطقة رابعة العدوية بمصر الجديدة وميدان نهضة مصر بالجيزة مما أدي إلي إستمرار الإزعاج الذي يسببه هذان الإعتصامان لغالبية الشعب المصري لاسيما مع إستخدامهما من جانب جهات خارجية كتركيا وقطر للإساءة لمصر وشعبها . وقد وصل الأمر ببعض نشطاء الفيس بوك ممن هالهم إستمرار الوضع علي ماهو عليه في رابعة العدوية والنهضة إلي التشكيك في وحدة الجيش المصري وقدرة الفريق السيسي علي قيادة المرحلة الحالية وقللوا من أهمية قيام حكومة الدكتور حازم الببلاوي بتكليف وزارة الداخلية بفض الإعتصامين وماتلاها من إعلان عن أن عملية الفض ستكون سلمية وبدون عنف . وقد غاب عن هؤلاء أن الجيش المصري أو أي جيش في العالم بما يمتلكه من أسلحة ومعدات يستطيع أن يفض إعتصامي رابعة والنهضة في دقائق معدودة ولكن النتيجة ستكون مروعة وهي سقوط أعداد هائلة من القتلي والجرحي مما سيخلق وضعا أسوأ بكثير من الوضع الراهن وأنهم هم أنفسهم سيكونون أول من ينقلب علي الجيش ويتهمه بإرتكاب مجزرة كما ان العالم الخارجي والذي مازال جانب منه حتي الاّن حائر في توصيف ماحدث في 30 يونيو الماضي وهل هو إنقلاب عسكري أو ثورة شعبية سيحسم أمره ضد القوات المسلحة المصرية وبالتالي ضد إرادة الغالبية العظمي من المصريين . وحتي علي المستوي الشخصي فلا أظن ان ايا منا سيكون سعيدا وهو يري مأتما في بيت قريبه أو جاره الأخواني وذلك رغم معارضتنا لممارسات الأخوان المسلمين خلال الفترة القصيرة التي أداروا فيها البلاد حاولوا خلالها تقسيم المجتمع إلي مؤمنين وكفار ففي النهاية فان اي قطرة دم تسيل تزيد الهوة بيننا وهو مالانريده لأن نقاط الإلتقاء بيننا كمصرين تبقي دائما أكثر بكثير من نقاط الخلاف مادمنا نقف معا نؤدي نفس الصلاة في نفس التوقيت ونعمل ونسكن في نفس الأماكن ونأكل من نفس الأطباق ولايفرقنا إلا تاجر دين متشدد كل همه أن يسمع أهات المريدين المعجبين بفتاويه الشاذة . والحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هي ان الغرض الحقيقي للتفويض الذي طلبه الفريق السيسي لم يكن مواجهة أي فصيل في الداخل فالرجل يمتلك من القوة والتفويض مايمكنه من سحق أي تنظيم مارق أن أراد وكذلك يمتلك من القوة والتفويض ما يمكنه من فرض سيادة الدولة بالكامل علي شبه جزيرة سيناء وغيرها ولكنه دعا جماهير الشعب للخروج إلي الشوارع في 26 يوليو لكي يثني أي قوة خارجية عن التفكير في التدخل في الشأن المصري بحجة الدفاع عن الديمقراطية خاصة بعد أن شكك البعض بالفعل في حجم الحشود التي خرجت في 30 يونيو . أن إمتناع الجيش المصري عن إستخدام مالديه من إمكانيات هائلة لسحق إعتصامي رابعة والنهضة وتسوية بعض الأماكن في سيناء بالأرض لهو خير دليل علي أن هذا الجيش لايمتلك فقط القوة ولكنه يمتلك أيضا الحكمة وأنه لايريد أن يجر هذا البلد لدوامة من العنف والعنف المضاد والإنتقام ويترك الباب مفتوحا للجميع للإلتحاق بالعملية الديمقراطية السلمية بعيدا عن المتاجرة بالدم والمحصلة هي أن الفريق السيسي خان التفويض الممنوح له حماية لمصر ومصر فقط . لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول