كل من تعامل معه لاعبا, كان واثقا في أن هذا الشاب لن يكون مجرد نجم كروي والسلام, وأن شخصيته وذكاءه يؤهلانه لما هو أكبر من ذلك. فطاهر أبو زيد كان من بين القلائل الذين جمعوا بين الموهبة العبقرية والشخصية الكاريزمية في تاريخ كرة القدم المصرية بجانب الراحلين: صالح سليم والجوهري, إضافة إلي الخطيب وتريكة, والآن, أصبح من بين الرياضيين القلائل الذين اقتحموا العمل السياسي, ومن أشهرهم الأسطورة بيليه, والليبيري جورج ويا, والمغربية نوال المتوكل, وطارق دياب وزير الرياضة التونسي الحالي. والمشوار الذي سلكه أبو زيد لن يتوقف علي الأرجح عند حدود عضويته في اللجنة العليا لحزب الوفد, أو توليه لمنصب وزير الرياضة, فقدراته وطموحه الشخصية يؤهلانه لما هو أكبر من ذلك, وأنا شخصيا أتوقع له النجاح في حل أبرز مشكلة تواجهها الرياضة المصرية حاليا, وهي كارثة الإفلاس التي تواجهها الأندية الرياضية حاليا بسبب توقف النشاط, إما نتيجة تردي الأوضاع السياسية والأمنية, أو بسبب تصرفات الألتراس, والأخيرة هذه يجب أن تكون مهمة أبو زيد الحقيقية, وليست لائحة الثماني سنوات! وأحسب أن شخصية أبو زيد ومكانته في الوسط الرياضي تؤهلانه للنجاح في التوصل إلي اتفاق واضح أو ميثاق شرف مع روابط الألتراس لإنهاء الوضع الفوضوي الحالي, عبر إقناع هؤلاء الشباب ومن يقف معهم بأن بيوتا كثيرة اتخربت, وبأن الرياضة المصرية لم تعد قادرة علي تحمل المزيد من التوقف والغرامات والعقوبات بسبب التحدي الصارخ للقوانين. عليه أن يشرح لهؤلاء سواء بنفسه أو بمساعدة لجنة من كبار النجوم كيف أن ملايين المصريين البسطاء الذين يعيشون علي النشاط الرياضي, بداية بالمدربين واللاعبين والموظفين والعمال والباعة في الأندية والمنشآت الرياضية, ونهاية بالأرزقية من باعة السندويتشات والأعلام وعمال المقاهي الغلابة, لم يعودوا يجدون قوت يومهم, إما لخواء خزائن الأندية أو لتوقف المباريات, سواء في كرة القدم أو حتي في البلي, ودخل أحدهم شهريا لا يعادل ثمن شمروخ واحد! عليه أن يبدأ معهم, وبقوة, وسينجح, بشرط أن يتحدث إليهم كطاهر أبو زيد, وليس بوصفه الوزير! لمزيد من مقالات هانى عسل