فشلت جهود الغنوشي في تدارك الموقف وانفجرت الأزمة بعد مغادرته القاهرة بأيام, ومع الأسف لم يعلن رئيس حزب النهضة التونسي اسباب فشل مهمته مع الرئيس مرسي واعضاء مكتب الارشاد, وان كان من المؤكد انه أسر بها الي قادة التنظيم الدولي في اجتماعهم في اسطنبول,لاهميتها البالغة في تحديد مستقبل جماعة الاخوان علي المستوي الاقليمي, خاصة اذا صحت التكهنات بان الغنوشي هو المرشح المرجح لرئاسة التنظيم الدولي, اضافة الي احتمال ترشحه رئيسا لاتحاد علماء المسلمين خلفا للقرضاوي,وربما يكون الغنوشي مضطرا لان يعلق سقوط جماعة الاخوان في مصر علي شماعة الانقلاب العسكري المزعوم رغم معرفته المؤكدة بحقيقة الاوضاع في مصر,لانه يواجه في تونس حركة تماثل حركة تمرد تجمع توقيعات التونسيين علي سحب الثقة من حزب النهضة رغم اختلاف ظروف مصر عن تونس!, لكن الغنوشي لا يستطيع ان يتجاهل في شهادته امام التنظيم الدولي امرين مهمين, اولهما اتساع مساحة عدم الرضا في جميع اوساط الشعب المصري عن حكم الاخوان الي حد جعل المصريين يلفظون الجماعة علي نحو شامل رغم تعاطفهم السابق معها, وثانيهما الاخطاء المخيفة التي وقعت فيها جماعة الاخوان وتورط فيها الرئيس المعزول التي يستطيع كل مواطن مصري ان يعدها عدا. عن نتائج اجتماع اسطنبول, ان الغنوشي كان اكثر الاطراف موضوعية خلال مناقشة ابعاد الازمة المصرية, ربما لانه يتوقع ان يلعب في فترة مقبلة دور الوساطة بين الجماعة والحكم الجديد في مصر,كما ان كثيرين من انصار تيار الاسلام السياسي يعولون علي دوره المتوقع لتصحيح مسار حركة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين, في ضوء توجهات حزب النهضة الذي يعتقد بضرورة تحالف جماعة الاخوان مع باقي القوي المدنية خلال المرحلة الانتقالية, وعدم اللجوء الي الاستحواذ والاستئثار بالسلطة لان تشكيل جبهة وطنية يساعد البلاد علي عبور مصاعب المرحلة الانتقالية بأمان ونجاح, ويهيئ الظروف الصحيحة لتكتيل كل الجهود الوطنية للمشاركة في عملية تستهدف تحسين جودة حياة الناس.. فهل ينجح الغنوشي في مهمته ام تغلق صقور الجماعة الابواب في وجه عملية الاصلاح ؟ لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد