البطل في أحداث الثورات المصرية علي مدار التاريخ وخصوصا الثورة العائدة في30 يونيو هو العلم المصري, الذي نراه أيضا في الأعمال الدرامية التي ترتبط بالتاريخ المصري وتسجل أحداثه. ففي مسلسل أهل الهوي الذي يذاع علي القناة الأولي ويحكي سيرة الموسيقار سيد درويش ظهر العلم ذو الخلفية الحمراء والثلاثة أهلة علي يساره يحتوي كل منها علي نجمة يرمز بها إلي مصر والنوبة والسودان وهو العلم الذي طوره الخديوي إسماعيل من العلم المصري الذي كان نسخة من العلم العثماني ذي اللون الأحمر يتوسطه هلال أبيض يتجه طرفيه نحو نجمة اختلف عدد أطرافها( سبعة في العلم العثماني وخمسة في المصري) وقد اتخذه محمد علي في العشرينيات من القرن التاسع عشر(1826 وحتي عام1867) حينما كانت مصر ولاية تابعة للدولة العثمانية وقد ظل هذا العلم حتي عام1882 وبعد احتلال بريطانيا لمصر عام1882 ظل هذا العلم حتي عام1914 ليعود مرة أخري علم الخديوي إسماعيل علما رسميا لسلطنة مصر حتي عام1923 وهو العلم الذي خرجت به الجماهير في ثورة1919 والتي أفرزت إلي جانبه العلم الذي تضمن هلالا يعانق الصليب تحت شعار الدين لله والوطن للجميع. العلم الملكي اختير بعد تحول مصر إلي مملكة مستقلة وظل من1923 إلي1958 تحولت فيه الخلفية إلي اللون الأخضر رمزا إلي خضرة الوادي والدلتا وكذلك للإسلام وقام المصريون بمظاهراتهم تحت هذا العلم عام1935 وحمله الطلبة والعمال عام1946 كما رفع علي قاعدة قناة السويس بعد تأميم القناة وجلاء القوات البريطانية وخاض تحته شعب بورسعيد الباسل معركته ضد العدوان الثلاثي عام1956. علم الضباط الأحرار الشهير رمز ثورة يوليو والمسمي بعلم التحرير استخدم كعلم لهيئة التحرير والثورة بجوار العلم الرسمي ذي الخلفية الخضراء. وقد تكون علم التحرير ولأول مرة من ثلاثة ألوان: الأحمر ويدل علي الثورة ثم الأبيض ويدل علي السلام والعهد الجديد ثم الأسود ويدل علي العهد البائد الذي يمثل الاستعمار وأعداء الثورة, وهذه الألوان مستمدة من الشارات التي يحملها ضباط الجيش علي صدورهم, يتوسط هذه الألوان شعار الجمهورية وهو عبارة عن نسر عريض يمتد عبر الألوان الثلاثة يتوسطه درع أخضر يحوي الهلال الأبيض ذا الثلاثة نجوم. ظلت هذه الألوان كما هي حتي يومنا هذا وكذلك النسر لكنه تطور ليتحول بين عامي1972 و1984 مع بداية عهد السادات إلي صقر قريش داخل اللون الأبيض وهو رمز اتحاد الجمهوريات الثلاث: مصر وسوريا وليبيا وهو العلم الذي ارتفع علي الضفة الشرقية للقناة بعد أن خاضت به مصر حرب أكتوبر المجيدة ويعود في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك إلي عقاب صلاح الدين إلا إن هذا النسر قد تحول من شكله الأصلي الذي ظهر به لأول مرة عام1952 إلي نجمتين خماسيتين رمزا لمصر وسوريا عقب الوحدة بين البلدين عام1958 وظل حتي بعد الانفصال عام1961 وحتي عام.1971 وكما قال الشاعر احمد رامي ولحن الموسيقار رياض السنباطي وشدت أم كلثوم: عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم حمي الله مصر ورفع رايتها دائما أبدا عالية خفاقة في السماء.