أكدت فيفيان ريدنج مفوضة العدل بالاتحاد الأوروبي أمس ان التكتل يدرس مراجعة اتفاقية تبادل البيانات الخاصة بالملاذ الآمن مع الولاياتالمتحدة بسبب فضيحة التجسس التي تكشفت أخيرا. وقالت ريدنج عقب محادثات غير رسمية مع وزارة العدل في الاتحاد الأوروبي في العاصمة الليتوانية فلينيوس: لدينا بالفعل الانطباع بأن اتفاقية الملاذ الآمن لم تعد بمأمن في المجمل, وأضافت المفوضة يمكن للاتفاقية ان تكون ثغرة في عمليات نقل البيانات ويمكن لمثل تلك العمليات ان تعني تسليم البيانات الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي الي الولاياتالمتحدة بدون أي طعن أمام المحاكم ويتعين علينا إبلاغ الأمريكيين أنه لايمكننا السير بدون حماية البيانات, وكانت ريدنج قد صرحت في وقت سابق للصحفيين بأن الوثيقة يجب مراجعتها, دون استبعاد لإمكانية إلغائها. ويجري العمل بنظام الملاذ الآمن لأكثر من عقد للسماح لشركات بنقل البيانات بشأن مواطني الاتحاد الأوروبي الي الولاياتالمتحدة. وفي غضون ذلك كشف مسئولون أمريكيون عن أن الولاياتالمتحدة تراجع حاليا اجراءاتها لتشديد قيود الوصول إلي المعلومات المخابراتية المهمة حتي لا تتكرر فضيحة تسريب أي معلومات مثل التي نفذها المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الأمريكية إدوارد سنودين. وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر لمنتدي أمني في اسبين بولاية كولورادو إن وكالة الامن القومي الأمريكية ستقود الجهود التي تهدف إلي تحصين المعلومات المخابراتية وستطبق مبدأ موافقة شخصين قبل السماح بتحميل أي معلومات من علي الانترنت وكلها اجراءات مطبقة بالفعل لتأمين الاسلحة النووية. وألقي كارتر اللوم جزئيا في هذا الاختراق الامني علي التركيز الذي حدث علي مبدأ تبادل المعلومات بعد هجمات11 سبتمبر والذي سمح في نهاية المطاف لسنودين بالوصول الي كم هائل من الوثائق في سرعة فائقة. وأضاف كارتر نحن عادة نقسم المعلومات لسبب وجيه حتي لا يستطيع شخص واحد ايقاع الكثير من الضرر ولا يمكن تحميل كل شيء علي حاسب واحد لأن هذا يضع كما هائلا من المعلومات في مكان واحد. وفي إطار متصل, كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفكر حاليا في إلغاء زيارته إلي العاصمة الروسية موسكو في سبتمبر المقبل بسبب الخلاف بين البلدين بشأن تحديد مصير سنودين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم إنه في الوقت الذي لا يزال أوباما يعتزم فيه السفر إلي سان بطرسبرج لحضور الاجتماع السنوي لمجموعة العشرين, فإنه يعيد النظر الآن في زيارته لموسكو بسبب عدد من القضايا القائمة بين روسياوالولاياتالمتحدة, وعلي الأخص بقاء سنودين في المطار الدولي الرئيسي في موسكو. ولم يؤكد البيت الأبيض ما إذا كان سيتم الغاء زيارة أوباما إلي موسكو, حيث تعمد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عدم تأكيد ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز. من جهة أخري, طالبت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل واشنطن مجددا بتقديم معلومات عن برنامج بريزم للتجسس. وأشارت ميركل إلي تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمراجعة الطلب الألماني بشأن الكشف عن ملابسات وقائع التجسس علي بيانات الاتصالات من قبل الاستخبارات الأمريكية.