أكد إدوارد سنودين المستشار السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية الذي مازالت واشنطن تلاحقه بتهمة إفشاء أسرار مخابراتية أنه بطل قومي وأنه لا يستطيع العودة إلي الولاياتالمتحدة التي ترصد وتراقب كل شيء يقوله أو يفعله. وصرح سنودين في حواره لصحيفة الجارديان البريطانية بأنه يعلم أنه سيتعرض في الفترة المقبلة لحملة تصوره علي أنه ليس فقط كاشفا للأسرار وإنما جاسوس, مؤكدا علي عدم استعداده للعيش تحت طائلة الرقابة الأمريكية. وأوضح سنودين أنه لا يريد أن يعيش في عالم حيث كل شيء يقوله ويفعله ويتحدث به وكل تعبير إبداعي أو حب أو صداقة يكون مسجلا ومرصودا, وأشار إلي أن تلك الرقابة ليست شيئا يؤيده وأنه غير مستعد للمساهمة فيها والعيش في ظلها. وأضاف أنهم سيقولون إنه ارتكب جرائم خطيرة وانتهك قانون التجسس كما سيقولون إنه ساعد أعداء الولاياتالمتحدة في إحاطتهم علما بتلك الأنظمة, لكنه أوضح أن هذا الادعاء يمكن أن يوجه ضد أي شخص يكشف معلومات تكشف أنظمة مراقبة جماعية. وأشار إلي أنه التحق بالخدمة في الحكومة الأمريكية وهو صغير السن وانضم للمرة الأولي للجيش الأمريكي مباشرة عقب غزو العراق اعتقادا منه بسمو ما يقومون به وفي نبل نوايا بلاده لتحرير أناس مظلومين في الخارج. ولكن آراءه أخذت في التغير خلال حياته المهنية حينما كان يري الأخبار التي اعتبرها دعاية لا حقيقة. وأكد سنودين أن حكومته كانت مشتركة في تضليل شعبها والشعوب الأخري كافة من أجل خلق مفاهيم محددة في الوعي العالمي وقد كان ضحية لذلك. في الوقت نفسه, أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده تلقت طلبا للجوء من سنودين الذي دخل أمس أسبوعه الثالث في الإقامة في منطقة الترانزيت في مطار موسكو, ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس عن مادورو قوله إن سنودين يجب أن يقرر متي سيستقل طائرة في حال صدور قرار بقبول طلب اللجوء إلي كراكاس. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أيضا المتحدث باسم سفارة نيكاراجو في روسيا أمس الأول أن السفارة تلقت طلبا رسميا للجوء السياسي من سنودين, وكان رئيس نيكاراجو دانييل أورتيجا قد أعلن يوم السبت الماضي عن استعداده للموافقة علي الطلب الذي يتلقاه لمنح حق اللجوء السياسي لسنودين إذا سمحت الظروف. من جانبه, قال السفير الأمريكي لدي روسيا مايكل ماكفول أمس الأول إنه منهمك في التحضير لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة إلي موسكو وسان بطرسبرج في سبتمبر القادم.وجاء تصريح السفير الأمريكي في أعقاب ما ذكرته جريدة كوميرسانت الروسية أن الرئيس الأمريكي سيلغي زيارته إلي روسيا في حال سماح روسيا ببقاء سنودين علي أراضيها حتي حلول موعد الزيارة. في غضون ذلك,كشف الشهود أمام محكمة عسكرية أمريكية أن برادلي مانينج الجندي المتهم في أكبر عملية تسريب لمواد سرية في تاريخ الولاياتالمتحدة كانت أمامه فرصة كبيرة للاطلاع علي ملفات سرية يمكن تحميلها بسهولة, وذكر الشهود أنه لم يكن هناك ما يمنع مانينج المتهم بتسريب أكثر من700 ألف ملف سري لموقع ويكيليكس من استخدام برامج تحميل سريع لبرقيات سرية لوزارة الخارجية الأمريكية. وقال أحد الضباط المشرفين علي مانينج إنه لم تكن هناك رقابة علي الموقع الذي خدم فيه مانينج في العراق بشأن وضع ملفات تطبيقية علي أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالجيش والتي يمكنها الوصول إلي مواد سرية, من جانبها, طلبت هيئة الدفاع عن مانينج إسقاط4 تهم موجهة إليه, معتبرة أن الاتهام لا يستند إلي أدلة ضده, ووصفه محاميه بأنه ربما كان ساذجا وإنما ذو نية حسنة عندما أراد التنديد بالسياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان.