كان مولد المسيح عيسي بن مريم عبدالله ورسوله آية من آيات الله ودليلا علي قدرته وانه يقول للشيء كن فيكون, أمه كانت مريم العذراء البتول سيدة سيدات الجنة والتي أحصنت فرجها فبعث لها جبريل عظيم الملائكة عليه السلام فنفخ في كم الثوب الذي كانت ترتديه نفخة حملت منها بولدها عيسي عليه السلام. إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. وقد ولد سيدنا عيسي في بيت لحم بالقرب من بيت المقدس وقد بعثه الله كنبي له إلي بني اسرائيل ومده بالمعجزات الباهرة كاحياء الموتي وشفاء المرضي والعميان منذ صغره الذي كلم الناس فيه فمجد الله تبجيلا لم تسمع الآذان بمثله ولسيدنا عيسي دعاء مأثور طويل يقول في نهايته: نشهد انك أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفوا أحد. وقد أورد ابن عساكر هذا الدعاء في كتابه مختصر تاريخ دمشق. ويقول ابن عباس كان سيدنا عيسي يري العجائب في صباه الهاما من الله ذاع ذلك في اليهود, فهمت به وعلمت به بنو اسرائيل فخافت أمه عليه فأوحي الله إلي أمه أن تنطلق به إلي أرض مصر. وقد نزل الانجيل علي عيسي يوم28 رمضان وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وأوحي الله اليه جد في أمري ولا تهن واسع واطع يا ابن الطاهرة البكر البتول أنا خلقتك آية للعالمين أياي فاعبد وعلي توكل فسر لأهل السريانية وبلغ من بين يديك اني أنا الحق الذي لا أزول, صدقوا النبي الأمي العربي صاحب الجمل والعمامة. وقد رفع الله عبده ورسوله عيسي اليه خلافا لما يردده اليهود من أنه قتل وصلب وصدق المولي في قوله الكريم في سورة النساء وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما.