ولد سيدنا إبراهيم خليل الله عليه وعلي نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام في أرض الكلدانيين التي كانت تعرف بأرض بابل بالعراق, وقد أتاه المولي عز وجل الرشد ورجاحة العقل منذ الصغر وابتعثه رسولا واتخذه خليلا في كبره, وقد نشأ وسط قوم يعبدون الأصنام ومنهم أبوه تارخ فأخذ يدعو إلي عبادة الله وحده لا شريك له, وكانت أول دعوته إلي أبيه لأنه أحق الناس بتوجيه النصيحة له, ولكن قومه ومعهم أبوه كذبوه وحاربوه. وقد استغفر سيدنا إبراهيم لأبيه كما وعده في أدعيته فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه وقيل في التفاسير إن تارخ والد سيدنا ابراهيم لقب بصنم كان يعبده اسمه آزر وقد دخل ابراهيم في مناظرة مع قومه أنكر خلالها عليهم عبادة الأوثان وحقرها عندهم وكان ردهم بعد أن سلموا له بصدق كلامه أن السبب في إصرارهم علي عبادة الأصنام. وقد أقسم سيدنا ابراهيم ليكيدن هذه الأصنام التي يعبدها قومه, ولما خرجوا إلي عيدهم الذي يحتفلون به كل عام لم يصحبهم وقال لأبيه أني سقيم وذهب إلي أصنامهم في معبدهم فوجد القوم وضعوا بين الأصناف أطعمة لهم فقال للأصنام علي سبيل التهكم والازدراء ألا تأكلون مالكم لا تنطقون وقام بتكسيرها بقدوم في يده ووضع القدوم في يد كبيرهم فلما رجع القوم من عيدهم وجدوا ما حل بأصنامهم ولما عرفوا أنه سيدنا ابراهيم أمروا بتكتيفه وألقوه في النار وهو يقول لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لاشريك لك ونجاه مولاه من الحريق وقال للنار يانار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم..