علي الرغم مما حدث فجر أمس أمام دار الحرس الجمهوري, والأجواء الملتهبة التي تعيشها البلاد, فقد استمرت مشاورات الرئاسة مع القوي والأحزاب السياسية من أجل الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة, التي ستقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية. وحتي مساء أمس, كانت الترجيحات تصب فيما أعلنه أحمد المسلماني, المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية, بأن الاتجاه الغالب هو إسناد منصب نائب رئيس الجمهورية للدكتور محمد البرادعي, مع ترشيح الدكتور زياد بهاء الدين كرئيس للحكومة. وبالرغم من أن هذا الاتجاه جاء وفقا لمصادر عديدة استجابة لاعتراض حزب النور علي تولي البرادعي رئاسة الحكومة, وكرغبة في تأكيد أن مصر الجديدة هي لكل المصريين والفصائل السياسية, وكمدخل واقعي لفتح ملف المصالحة الوطنية بين جميع الأطياف السياسية, فقد فاجأ حزب النور الجميع أمس بإعلانه الانسحاب من العملية السياسية الحالية, ومشاورات تشكيل الحكومة, احتجاجا علي أحداث الحرس الجمهوري. وعلم الأهرام أن محاولات واتصالات عديدة جرت نهار أمس, في محاولة لإثناء حزب النور عن موقفه, وتوضيح بعض حقائق ما جري أمام دار الحرس الجمهوري, إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح حتي مساء أمس. ورأت مصادر سياسية عديدة أن التطورات الحالية تفرض سرعة تشكيل الحكومة الجديدة, حتي تخطو البلاد نحو الاستقرار. من جانبه, طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر في كلمة للأمة أمس بضرورة الإعلان عن المدة التي ستستغرقها الفترة الانتقالية, مشددا علي ألا تزيد علي ستة أشهر, حتي تستأنف مصر مسيرة المصالحة الوطنية والاستقرار. ومن جانبه, أكد عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني أن الدكتور زياد بهاء المرشح لرئاسة الوزراء كان أحد الأسماء التي رشحها قبل أشهر, وقال إن لديه ثقة كبيرة في مهنيته ومصداقيته فضلا عن أنه ذو خبرة اقتصادية وقانونية ومن جيل الشباب مؤكدا أن اختياره سيكون جيدا. وطالب موسي بحسن اختيار شخصية وزير المالية نظرا لأهمية هذه الوزارة وأن يكون الوزير متخصصا ومعايشا للاقتصاد الدولي, ليعرف كيفية التعامل بنظرية مع الصندوق الدولي. ومن ناحيته دعا حمدين صباحي القيادي بجبهة الإنقاذ إلي تشكيل حكومة انتقالية فورا لسد الفراغ السياسي الخطير الذي نشأ بعد الاشتباك الدامي بين الجيش وأنصار جماعة الإخوان المسلمين. في حين اكد الدكتور احمد البرعي نائب رئيس حزب الدستور والمتحدث باسم جبهة الإنقاذ أن موقف حزب النور من اختيار رئيس الوزراء غريب جدا ويدخل الريبة في النفوس متسائلا عن سبب رفض الحزب للدكتور محمد البرادعي ايقونة الثورة المصرية والدكتور زياد بهاء الدين الشخصية المعتدلة رغم موافقتهم علي الترشيح من قبل. واوضح البرعي ان النور كان اكثر الأحزاب تنسيقا مع الجبهة وكان هناك اتفاق كامل علي بعض النقاط مثل عزل النائب العام وضرورة حل مجلس الشوري الا انه غير موقفه في اللحظات الأخيرة وهو الأمر الذي يجب وضع علامات استفهام كثيرة حوله. وحول حقيبة القوي العاملة التي تولاها البرعي من قبل اكد ترحيبه بها اذا عرضت عليه مشترطا الحصول علي ضمانات لإقرار قانون الحريات النقابية واقرار قانون خاص بالحد الأدني والأقصي للأجر مضيفا أنه في حالة عدم توليه المنصب فإنه يرشح خالد علي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية لتولي المنصب.