وقعت أمس مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومئات من اليهود المتشددين دينيا الحريديم في مدينة بيت شيمش بالقدس الغربية بعد أن ترددت إشاعات حول اعتزام قوات الشرطة إزالة لافتات تدعو النساء إلي السير علي أرصفة منفصلة عن تلك التي يسير عليها الرجال. وقام يهود الحريديم بأعمال شغب في مختلف أنحاء المدينة, حيث رشقوا رجال الشرطة بالحجارة وأغلقوا عدة شوارع وأضرموا النار في حاويات للقمامة, ورفعوا شعارات ضد الصهيونية. وتأتي هذه المواجهات في إطار صراع دائر داخل إسرائيل حول ظاهرة إقصاء النساء التي يطالب من خلالها يهود الحريديم بالفصل بين النساء والرجال في الأماكن العامة. ومن جانبه, أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أعمال الشغب التي وقعت من جانب الحريديم, واقترح تقسيم مدينة بيت شميش إلي علمانية وحريدية لمنع العنف الذي يمارسه اليهود المتشددون ضد الفتيات والنساء. وكانت قد سبقت أعمال الشغب مظاهرة الثلاثاء الماضي ضد استبعاد النساء من الحيز العام في بيت شيمش شارك فيها نحو10 آلاف شخص, من بينهم رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني, ورئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش. وفي سياق متصل, بعث كبير الحاخامات في جيش الدفاع الإسرائيلي رافي بيرتس رسالة إلي قادة الجيش أعرب خلالها عن أسفه لوقوع حالات من إقصاء النساء في الجيش, معتبرا هذا القرار بأنه غير أخلاقي ولا يتماشي سواء مع القيم العسكرية أو روح الديانة اليهودية نفسها.