في سابقة يندر حدوثها في المنطقة أو في العالم الثالث تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر عن الحكم لنجله تميم ولي العهد طواعية في بيان وجهه الي شعبه يوم الثلاثاء الماضي وذلك بعد أن قضي في منصبه نحو18 عاما بعد خلع والده الشيخ خليفة في يوم27 يونيو عام1995, وعقب مبايعة وتأييد من أسرة آل ثاني الحاكمة والشعب القطري. وطبقا للدستور القطري فأن حكم الدولة وراثي في عائلة آل ثاني وفي ذريه الشيخ حمد بن خليفه من الذكور وتكون وراثة الحكم الي الأبن الذي يسميه الأمير وليا للعهد وأن لم يوجد ابن ينتقل الحكم الي من يسميه الأمير من العائلة وليا للعهد وفي هذه الحالة تكون وراثه الحكم في ذريته من الذكور. وبعد تولي تميم الحكم في قطر يكون هو الأمير الثامن لبلاده منذ أن تولي الشيخ محمد بن ثاني أول أمارة في قطر عام1850 حتي عام1878 ثم الشيخ جاسم بن محمد والشيخ عبدالله بن حاسم والشيخ علي بن عبد الله والشيخ احمد بن علي الذي قام الشيخ خليفة بن حمد جد تميم بانقلاب ضده وأخذ منه حكم الإمارة عام1972 ثم الشيخ حمد بن خليفه منذ عام.1995 وعموما فلم يكن تنازل الشيخ حمد لابنه المفضل عنده وولي عهده تميم مفاجأة للكثير من المراقبين المتابعين للشأن الخليجي والعربي فقد تسربت الأنباء من العاصمة القطرية الدوحة منذ سنوات عن اعتزام حمد القيام بهذه الخطوة لصالح تميم بسبب مشاكله الصحية خصوصا بعد اجرائه عملية زرع احدي الكليتين في امريكا وحاجته الي الراحة. كان الشيخ حمد قد ذكر في البيان الذي وجهه للشعب بهذه المناسبة أنه يريد أن يعطي الفرصة لتجديد الدماء بالقيادات الشابة لأخذ حظها في قيادة بلادها. وعلي كل حال فلن ينسي التاريخ والشعب القطري الانجازات الضخمة التي حققها الشيخ حمد المولود عام1952(61 عاما) وخريج كلية سانت هيرست العسكرية البريطانية عام1971 في مختلف المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية والرياضية لبلاده منذ أن تولي الحكم عام1995 فقد جعل قطر الإمارة الخليجية الصغيرة التي تضم حوالي نصف مليون نسمة تلعب دورا كبيرا في مختلف القضايا العربية والاسلامية والدولية وتقوم بدور الوساطة في عدة نزاعات اقليمية خاصة في دارفور ولبنان وفلسطين وتدعم ثورات مصر وتونس وليبيا وسوريا, كما شهدت قطر في عهد الشيخ حمد طفره عمرانية وحضارية ضخمة وبنيه اساسية قوية أهلت قطر للفوز ببطاقة تنظيم مسابقة كاس العالم لكرة القدم عام2020 وشهد الأقتصاد القطري أيضا تحقيق معدلات كبيرة من التطور وزيادة في انتاج البترول والغاز الطبيعي مما انعكس بدوره علي مستوي معيشه المواطن والخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية والتعليمية التي تقدم اليه وأطلقت قطر قناة الجزيرة التليفزيونية بمختلف خدماتها والتي حملت صوت قطر ووجهه نظرها الي العالم رغم التحفظات التي أخذها البعض عليها. ويبقي القول أن هناك تحديات كبيرة سوف تواجه الأمير الجديد في عمله داخليا وعربيا وخليجيا ودوليا في مقدمتها أنه مطالب بالحفاظ علي انجازات والده وحب الشعب له.