قبل انطلاق العام الدراسي.. وزير التعليم ومحافظ أسيوط يتفقدان 9 مدارس بالمحافظة    الطرق الصوفية توضح موقفها من واقعة اتهام الشيخ التيجاني بالتحرش    عيار 21 الآن بعد ارتفاع كبير.. سعر الذهب اليوم الجمعة 20-9-2024 (تحديث جديد بالصاغة)    النقد العربي: البورصة المصرية الأكثر ارتفاعًا بين أسواق المال العربية خلال أغسطس    ماكرون يتهم إسرائيل بدفع المنطقة إلى الحرب    بقيادة بيرسي تاو.. يلا كورة يكشف قائمة الأهلي لمواجهة جورما هيا    مالك نانت ردًا على شائعات بيع النادي: لا أعرف أرنولد.. وكفاكم هراء    تراجع الحرارة وشبورة مائية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس السبت    بفستان مكشوف.. الجمهور يعلق على أحدث ظهور ل أسماء جلال    محافظ القاهرة ووزير الثقافة يشهدان الملتقى الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة    ما هو حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم؟.. فيديو    ما العضو المسئول عن خروج الصفراء من الدم؟.. حسام موافي يوضح    فيفا يعلن تفاصيل كأس العالم للأندية 2024 بمشاركة الأهلى والنهائى فى قطر    صبري فواز: الرقابة تتربى داخل كل إنسان ونتماشى مع ما يناسبنا    4 أبراج أقل حظا في شهر أكتوبر.. «الفلوس هتقصر معاهم»    مسؤول أممي: 16 مليونا في سوريا بحاجة للمساعدة.. ومعاناة الأطفال تتفاقم    وزير التعليم العالي يكرم رئيس جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر    الصحية النفسية والذهنية فى خريف العمر    الجناح المصري في معرض Leisure السياحي بموسكو يحصل على جائزة «الأفضل»    إعلام فلسطيني: 13 شهيدا فى غارة إسرائيلية على منزلين برفح الفلسطينية    قصائد دينية.. احتفالات «ثقافة الأقصر» بالمولد النبوي    خالد عبد الغفار: 100 يوم صحة قدمت 80 مليون خدمة مجانية خلال 50 يوما    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الجيزة تحتفل بعيدها القومي    على رأسهم صلاح.. أفضل 11 لاعبا للجولة الخامسة من فانتازي الدوري الإنجليزي    طرح الإعلان التشويقي لفيلم "دراكو رع" تمهيدا لعرضه تجاريا    زيدانسك تضرب موعدا مع سرامكوفا في نصف نهائي تايلاند    "اعتذار عن اجتماع وغضب هؤلاء".. القصة الكاملة لانقسام مجلس الإسماعيلي بسبب طولان    واقف قلقان.. نجل الشيخ التيجاني يساند والده أمام النيابة خلال التحقيق معه (صور)    مصر للطيران تكشف حقيقة وجود حالات اختناق بين الركاب على رحلة القاهرة - نيوجيرسي    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    جمعية الخبراء: نؤيد وزير الاستثمار في إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة    بعد الموجة الحارة.. موعد انخفاض الحرارة وتحسن الأحوال الجوية    محافظ قنا ونائبه يتابعان تنفيذ أنشطة بداية جديدة بقرية هو    وزير الأوقاف يشهد احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي.. والشريف يهديه درع النقابة    وزير الزراعة يبحث مع المديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية التعاون في مجال ترشيد المياه والاستثمار الزراعي    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    خلال ساعات.. قطع المياه عن مناطق بالجيزة    روسيا: تفجير أجهزة ال"بيجر" في لبنان نوع جديد من الهجمات الإرهابية    خبير يكشف تفاصيل جديدة في تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية بلبنان    "بداية".. قافلة طبية تفحص 526 مواطنًا بالمجان في الإسكندرية- صور    طريقة عمل بيتزا صحية بمكونات بسيطة واقتصادية    نشوب حريق هائل في مخزن للبلاستيك بالمنوفية    البيت الأبيض: الجهود الأمريكية مستمرة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    لجنة "كوبرا" بالحكومة البريطانية تبحث تطورات الوضع فى لبنان    ضبط شخصين قاما بغسل 80 مليون جنيه من تجارتهما في النقد الاجنبى    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    سوء معاملة والدته السبب.. طالب ينهي حياته شنقًا في بولاق الدكرور    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    غرق موظف بترعة الإبراهيمية بالمنيا في ظروف غامضة    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    تراجع طفيف في أسعار الحديد اليوم الجمعة 20-9-2024 بالأسواق    معلق مباراة النصر والاتفاق في الدوري السعودي اليوم.. والقنوات الناقلة    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
عندما يتكلم الصمت فلابد أن نتعلم الإنصات‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 12 - 2011

في كل دولة بالعالم المتقدم عاصمة البلاد مهمة وأيضا كل مدن الدولة مهمة... المواطنون هناك علي طول البلاد وعرضها علي درجة واحدة في الحقوق والواجبات ويتمتعون بدرجة واحدة من الخدمات الصحية والتعليمية والإعلامية ولهم جميعا نفس الاحترام ونفس الاهتمام...
في مصر الأمر مختلف جذريا ولا أعرف سببا محددا للتفاوت الرهيب بين العاصمة وبقية محافظات مصر...
المصريون في محافظات مصر ومن زمن لا أحد يعرف بدايته أطلقوا علي القاهرة اسم مصر وأي واحد من أي محافظة نادرا إن قال إنه متوجه للقاهرة إنما القول السائد: رايح مصر..
هذا التعبير الشائع استخدامه في كل الأقاليم يوضح أن العقل الباطن بل والظاهر استسلم للواقع بأن القاهرة هي مصر ومصر هي القاهرة وكيف لا يكون ذلك هو الواقع والدولة أنفقت مليارات من الجنيهات علي كباري وطرق لحل مشكلة مرور لم ولن تنحل في القاهرة ولو هذه المليارات وجهوها للتنمية في المحافظات لنقلتها من حال إلي حال وما كانت مشكلة المرور حدثت أصلا في القاهرة!.
في مصر ومن زمن.. الاهتمام كله في القاهرة وللقاهرة ومشروعات التنمية للقاهرة والفتات للأقاليم التي نموها السكاني مستمر وتآكل الأرض الزراعية متواصل وفرص العمل فيها تتضاءل...
كل هذه الأمور دفعت أهالينا في الأقاليم إلي الهجرة للقاهرة سعيا وراء لقمة العيش.. وفي سنوات قليلة ظهرت حول القاهرة من كل الجهات قاهرة أخري بالطوب الأحمر يعيش فيها مصريون من أهالينا تركوا مسقط رأسهم بحثا عن فرصة عمل والقليل منهم وجد ربع فرصة في أي عمل تشبث به والكثير استسلم للواقع وكل يوم برزقه...
القاهرة التي تم تخطيطها لاستيعاب ثلاثة ملايين نسمة علي أقصي تقدير فيها الآن20 مليون مصري...
هذا الواقع الذي نعيشه ما كان سيحدث لو الاهتمام من البداية واحد لكل محافظات مصر.. ولو خطط التنمية وضعت المحافظات في حساباتها.. ولو الإعلام اهتم بكل المحافظات نفس اهتمامه بالقاهرة التي يكتب منها ولها وعنها وكأنه لا يوجد في مصر غيرها.. لو حدث هذا...
كانت أي محافظة اليوم منطقة جذب لا طرد.. لأن فيها مشروعات تنمية وفيها مستشفيات تقدم خدمات صحية وفيها مدارس حقيقية وفيها ملاعب تستوعب شبابها.. ولها مكان في مساحة الإعلام تقدم فيه نفسها من خلال أبناء لها يملكون الفكر وعندهم الرأي ولديهم الحجة وهؤلاء لم نسمع عنهم ولن نسمع طالما الإعلام لا يراهم والبعيد عن العين بعيد عن القلب...
الغريب أن الاهتمام بمدينة علي حساب كل مدن مصر عمل تم ويتم والكل صامت عليه باعتباره قدره لا مفر منه...
الصامتون في أقاليم مصر.. صمتهم أضاع حقهم في التنمية ويهدد حقهم في أن يؤخذ برأيهم وبمعني أدق.. لا يوضع رأيهم في حسبان من يتكلمون باسم كل المصريين...
الصامتون.. واحد منهم صرخ وصرخته أراها تعبر عن أغلبية كبيرة لا أحد يعرف أنها أصلا موجودة وأن لها رأيا لابد أن نسمعه وأن نأخذ به. اقرأوا هذه الرسالة:
الأستاذ الفاضل المحترم/ إبراهيم حجازي
تحياتي لكم وتقديري الكبير.. فأنا من قرائك في جريدة الأهرام الغراء ومتابع جيد لبرامجك التليفزيونية الصادقة والجادة وتحليلاتكم الدقيقة.
بادئ ذي بدء فأنا رجل من عامة الشعب وممن يطلق عليهم حزب الكنبة أو حزب الصامتين وهذا الوصف كما تعلمون سيادتكم أطلقه من يدعون المعرفة والعلم بكل شيء وحملة الدكتوراه وحملة المباخر وهم من أطلقنا عليهم للأسف لقب النخبة فهم الصحفي والسياسي وأستاذ الجامعة والذين يطلون علينا يوميا بطلعتهم البهية متأنقين في برامج التوك شو وأنا أجزم أن من يستضيفهم مثلهم.. وللأسف يا سيدي فإن ضيوف هذه البرامج مفروضون علي كل القنوات الفضائية ومختارون بالأسماء وهم يعتقدون للأسف أنه ليس هناك من هو أعلم وأدري منهم ولا يعرفون أن أيا منهم لا يمثل إلا نفسه فقط فهم بعيدون تماما عن الشارع ورأي الشارع وأغلبية شعب مصر العظيم لأنهم محصورون داخل العاصمة فقط ولا يعرفون علي الإطلاق ما هي إمكانات وقدرات الصامتين الذين يمثلون شعب مصر العظيم لأنه للأسف لم يجد أحد منا الفرصة للظهور في أي برنامج تليفزيوني كي يتكلم ويتحدث ويقول ما لديه ويطرح رأيه فيما يحدث علي أرض مصر لأن البرامج مغلقة عليهم فقط فأغلبية الشعب الصامت هي التي تعمل ليل نهار في صمت وهدوء وأدب من أجل مصر ورفعة مصر وتقدمها والحفاظ علي ما تبقي من مصر حتي تعلو مصر وتعود كما كانت رائدة الشرق كله.
يا سيدي مقدمو البرامج فقدوا مصداقيتهم وقبولهم لدي الشعب ولدي المشاهد العادي فهم يظنون أنفسهم أعلم منا ويتميزون عنا وليس لنا سواهم.. يتحدثون باسمنا ونيابة عنا.. فهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم فقط وليس لهم أي رصيد في الشارع لا هم ولا ضيوفهم ولا يعرفون ما ستئول إليه الأحداث.. فهم لا يتغنون إلا بثوار التحرير ليل نهار ومطالب الثوار اللامعقولة وكأن مصر وشعب مصر ما هو إلا ميدان التحرير مع أن الواقع يخالف ذلك تماما فمن خلال معايشتي في العمل وخارجه خاصة وأنا رجل ريفي وأتنقل كثيرا وجدت أن أكثر من90% من شعب مصر يجمع علي المجلس العسكري وعلي الدكتور الجنزوري وعلي استقرار البلد وأمنه.. كيف يا سيدي من يطلقون علي أنفسهم' ثوار' يطالبون برئيس وزراء من التحرير أو منهم.. كيف..؟ كيف يتربع علي كرسي رئيس مجلس وزراء أكبر دولة عربية وأفريقية شاب منهم لا يعرف حتي كيف يتحدث أو يدلي برأي؟ لماذا لا يخرج أحد ممن يسمون أنفسهم نخبة مرة واحدة وينادي بأعلي صوته قفوا عندكم مصر تنهار.. هبوا للعمل.. للإنتاج.. للأمن واهدأوا حتي نعطي فرصة للحكومة كي تعمل ويعود الاستثمار ويعود الأمن لأداء واجبه علي الوجه الأكمل فالفضائيات بجنرالاتها البواسل يطعنون يوميا في رجال الشرطة وجهاز الأمن.. لماذا يتغنون ويهللون لمن مات في التحرير ويقال إنه شهيد ولا يتغنون برجال الشرطة ضباطا وأفرادا وهم الأحق بالشهادة لأنهم يدافعون عن أنفسهم وعن مؤسسات الدولة وهم مكلفون بذلك وهذا عملهم...!
لماذا نقول عمن مات في التحرير إنه شهيد مع أنه مات وهو يقذف باللهب ويشعل النار ويخرب ويفسد في الأرض ويروع السكان ويعطل مصالح الخلق ويهاجم رجال الشرطة وهم ساكنون في أماكنهم مكلفون بالدفاع عنها؟ يا سيدي هؤلاء مفسدون في الأرض ويجب أن يطبق عليهم حد الحرابة لماذا لم يدافع أصحاب الحناجر العالية ولو مرة عن رجال الشرطة؟ الإجابة يا سيدي أنهم يعرفون جيدا أنهم لو اتقوا الله ولو مرة في وطنهم وفي أنفسهم وقالوا الحقيقة فإنهم سيفقدون شعبيتهم لدي الموجودين في التحرير..
الثوار الحقيقيون يا سيدي هم من قاموا بالثورة وكان معهم الشعب المصري العظيم بكل طوائفه.. الثوار الحقيقيون رحلوا وتركوا الميدان للصبية ومدعي البطولة وفارغي العقول والجهلاء...!
هناك يا سيدي شرفاء وعظماء من رجال الشرطة العظيمة يؤدون عملهم بتفان وإخلاص لوجه الله والوطن.. فابني ضابط شرطة برتبة ملازم أول يؤدي عمله علي الوجه الأكمل ويؤدي فروض الله كاملة وشقيقاي أحدهما برتبة عميد والآخر برتبة عقيد أديا فريضة الحج والعمرة.. فنحن أسرة بسيطة من ريف مصر العظيم مكونة من عشرة أخوة وأخوات من أب وأم واحدة.. والوالد رحمه الله كان لا يملك من حطام الدنيا إلا راتبه ولكنه امتلك الدنيا كلها بتقوي الله تعالي وبقناعته برزقه وصدقه مع نفسه ومع الناس. يقول لي ابني ضابط الشرطة نحن يا أبي هوجمنا في قسم الشرطة بآلاف من البلطجية الذين أخرجوا المجرمين من السجن وسرقوا أسلحتنا وأشعلوا النار في القسم بكل ما فيه وأحرقوا السيارات الملاكي الخاصة بالضباط وسيارات الشرطة فكيف من مات منهم يقال عنهم شهيد وكيف من أصيب منهم هو من مصابي الثورة؟ وهذا ما حدث بالفعل وقس يا سيدي هذا علي كل أقسام الجمهورية تماما مثل التي قتلت زوجها بمشاركة عشيقها وذهبت ليلا وألقت به في ميدان التحرير ليصبح شهيدا وهذه واقعة حدثت بالفعل.
ابني قال لي بالحرف الواحد أنا كضابط شرطة ليس لي دية فزملائي استشهدوا أمام عيني دفاعا عن الشرف والواجب ولم نسمع عنهم ولا كلمة رثاء فقط عاشت أسرهم بلوعتهم وبأحزانهم....! وعندما يصاب أو يقتل بلطجي تقوم الدنيا ولا تقعد ويتباري الجهابذة في الفضائيات أين حقوق الإنسان وكيف وكيف ولماذا؟ أي حقوق إنسان تنطبق علي بلطجي يروع العامة ويعبث بأمن البلاد؟ أي حقوق إنسان لمن لا يراعي حقوق الناس وحقهم في حياة آمنة مستقرة.
إنني يا سيدي أتألم وأبكي مما أسمع وأري يوميا من النخبة والذين يطلون علينا ليل نهار ويتناولون الأحداث ويحللونها علي أمزجتهم الخاصة وعلي هواهم وتري الافتراءات والترهات والأكاذيب والتضليل حتي أضحي الشعب حائرا مما يري ويسمع ولا يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ.
ولكنني يا سيدي أقولها لك بأعلي صوتي وكلي أمل في رحمة الله تعالي إن مصر باقية خالدة شامخة رائدة وإن مصر ليست ممن يسمونهم النخبة وليست هي ميدان التحرير ولا أي ميدان في الجمهورية.. مصر هي من يعمل بجد وهمة ونشاط ويراعي الله في كل شيء.. مصر هي من خرج في طوابير مرهقة كي يدلي بصوته ويقول للمتنطعين والمنتفعين ومقدمي البرامج وضيوفهم والذين يتقاضون الملايين.. يقول لهم خسئتم واتقوا الله في أنفسكم وبلدكم فالموت آت لنا جميعا يوما لا محالة وستحاسبون علي كل كلمة قلتموها وكل زيف وتحريف للحقيقة يوم لا تنفعكم فيه برامج في فضائيات...
أتحدي أي مقدم برامج أن ينزل للشارع وسط الناس البسطاء العظماء والذين منهم من هم أعلم وأعظم منه.. أتحدي أي مقدم برنامج توك شو أن يستضيف أحدا منا ليسمع رأيه وما سيقوله في كل مجال من المجالات فنحن لسنا بلهاء ولا خرس.. نحن نعي جيدا ونفهم جيدا ونقرأ الأحداث حولنا جيدا ولكن للأسف فمقدمو البرامج لا يستضيفون إلا من هم علي هواهم ويعرفون مقدما وأقسم لك ما سوف يقال ويعرفون السيناريو المعد من الضيف وماذا سيقول والمداخلات التي تأتيهم تليفونيا والتي علي هواهم لا يقاطعون صاحبها وتري الابتسامة والسرور علي وجه مقدم البرنامج أما عكس ذلك فلا تكتمل المداخلة...!
وأقول لمقدمي هذه البرامج أن يتعلموا قبل كل شيء فنون الحديث والبلاغة وقواعد اللغة الصحيحة وأنصحهم بأخذ دورات تدريبية في ذلك لأن المفعول به عندهم أصبح فاعلا والفاعل أصبح مفعولا به....!
ملحوظة: أنا لا أطمع في نشر رسالتي هذه علي الإطلاق ولكني تأثرت كثيرا عندما قرأت رسالة الأستاذ الدكتور المحترم بطب قصر العيني والتي نشرتها سيادتكم ضمن مقالكم بجريدتكم الغراء الأهرام بتاريخ2011/12/2 م وكان الرجل في منتهي الواقعية والصدق مما حفزني أن أكتب لسيادتكم وأكمل رسالته تضامنا معه.
أشكركم شكرا لا حدود له إذا أكملتم قراءة رسالتي هذه معتذرا عن أخذ بعض الوقت من وقتكم الثمين ولكني علي يقين تام أنكم لن تخذلوني وسوف تقرأون رسالتي المتواضعة.
تحياتي لكم ودعائي بتمام الصحة والعافية والتوفيق والسداد لخدمة مصرنا الحبيبة.
أخوكم: محاسب أول/ عبدالله عبدالله سعادة
محافظة البحيرة الإدارة الزراعية بالمحمودية.
(بكالوريوس محاسبة وإدارة أعمال)
انتهت الرسالة التي حملت سطورها الأخيرة.. رسالة أخري.. تعبر كلماتها عن مرارة من يشعرون بأنهم يعيشون علي هامش وطنهم وأن رأيهم لا مكان أو مكانة له في الوطن وأن كلامهم لا صدي له وأن آخر آمالهم أن يجدوا يوما من يهتم في مرة ويقرأ رأيا لهم باعتبار مجرد القراءة وليس الأخذ بالرأي.. هو غاية المراد من رب العباد...
يا سيدي.. رسالتي التي أقوم بها من خلال عملي ملخصها ثلاث كلمات هي عنوان هذا المقال الذي أكتبه كل جمعة في هذا المكان.. خارج دائرة الضوء.. هذه المساحة مهمتها إلقاء الضوء علي كل ما هو خارج الضوء في الوطن.. إنسانا أو مكانا...
رسالتي التي تسبق مهنتي هي احترام كل رأي والاهتمام به ونشره...
يا سيدي.. رسالتكم أتفق مع أغلبها وأختلف حول أجزاء منها وما أريد قوله أطرحه في هذه النقاط:
1 أتفق تماما معكم في أن أغلبية الشعب المصري لا أحد يسمع رأيها في الدولة لأن رأيها لا مكان له في الإعلام وبالتالي أصبح رأي هذه الأغلبية لا أحد يعمل له حسابا...
يا سيدي.. إن كان هذا التهميش مسئولية دولة وإعلام.. فإن الاستسلام له والرضاء به مسئولية أغلبية الشعب.. مثلا!.
ما كتبته سيادتك في رسالتكم رصد لواقع يتسبب في نتائج.. وهذا الرصد وذلك التوضيح بالإمكان أن يكون حلقات نقاش في مدينتكم وفي كل مدينة وقرية بين من يملكون أدوات الحوار وكل واحد منهم يأخذ علي عاتقه توعية أهالينا البسطاء الذين لا يجدون إلا الإعلام مصدرهم.. ومهمة من يعرفون الحقيقة أن يشرحوها لمن لا يعرفونها...
2 يا سيدي كل واحد منا حاليا علي أرض الوطن لابد أن يكون له دور يهدف إلي الاتفاق لا الاختلاف والتهدئة لا التهييج لأننا جميعا مصريون وطبيعي ومنطقي أن تختلف وجهات نظرنا تجاه الأحداث المتلاحقة السريعة والأهم علي الإطلاق أن نضع مصلحة الوطن العليا فوق رءوسنا وداخل قلوبنا بالإبقاء علي وجهات النظر المختلفة في حجمها ولا نحولها إلي خلافات شخصية وكراهية وتخوين وهل يعقل أو يجوز أن نتحول نحن المصريين أبناء الشعب الواحد إلي أخوة أعداء؟
3 يا سيدي.. نحن في وقت فتنة والتاريخ فيه من العبر ما يكفي وكم من الإمبراطوريات والحضارات اندثرت بفعل الفتنة وهنا مسئولية كل مصري ومصرية ألا يردد معلومة يجهل مصدرها ولا يعلم صدقها لأن حرب الشائعات معلنة وهي أقوي أسلحة الفتنة فتكا...
4 يا سيدي.. أختلف مع وجهة نظركم في التعميم حول ما يحدث لأنه إذا كان في' النخبة' نماذج انكشفت وانفضحت فإنه في المقابل وبنسبة أكبر توجد نماذج رائعة مشرفة كلنا يشرف بها.. والشيء نفسه في الإعلام ولدينا نماذج لها مكانتها ومصداقيتها.. وبالتالي نحن نظلم أنفسنا قبل أن نظلم من أخذناهم جميعا بالتعميم في الحكم عليهم..
لو سألتني يا سيدي.. أقول لك ليس هذا وقت الاتهامات والتخوين ولا حتي وقت الجدل.. لأننا نعيش لحظات فارقة وما أصعبها وصعوبتها أنها تحتاج إلي فكر وعقل وجهد وتعاون وحب وتسامح كل من علي أرض الوطن.. مطلوب ذلك في وقت ضربت فيه الفتنة مصر والمصريين ولم نعد نسمع بعضنا إنما فقط نسمع أنفسنا.. أصبحنا أسري نفوسنا الغاضبة المتنمرة المتحفزة...
يا سيدي.. هذا وقت من عنده كلمة طيبة يقولها أو يصمت...
5 يا سيدي.. عندما نتحدث عن الثورة علينا التفرقة بين شباب خرج في يناير حاملا روحه علي يده يطالب بالحرية والعدالة والكرامة والمساواة ومن خرجت روحه إلي بارئها شهيدا وبين من يدعون أنهم ثوار أو من الثوار...
علينا ألا نخلط بين شباب فجر ثورة التف حولها الشعب وأسقطت نظاما جذوره تضرب في سابع أرض.. وبين الصبية الكبار والشباب الصغير الذين نراهم يفسدون ويحطمون ويحرقون... علينا معرفة أن كل شهيد من هؤلاء تاج علي رءوسنا وكل مصاب وسام علي صدورنا...
هناك شهداء بحق وهناك مصابون بحق وعن حق وهؤلاء معروفون بالاسم ودورهم معروف ووطنيتهم ليست محل نقاش...
وهناك بلطجية وأعمال بلطجة وهؤلاء لا علاقة لهم بالثورة والثورة بريئة من كل جرائمهم...
6 يا سيدي.. القضاء علي الشرطة عملية مخططة منظمة.. استهدفت جهازا بأكمله لا المخطئين فيه...
في كل مهنة هناك من يخطئ وليس معني أن يخطئ فرد أو أفراد أن نقضي علي هذه المهنة إنما الواجب أن نحاسبهم أو نحاكمهم...
الذي حدث حملة منظمة ممنهجة نجحت في خلق كراهية الشعب لجهاز الأمن بدلا من التركيز علي محاسبة المخطئين.. ومع الكراهية دخلت أطراف أخري كل له غرضه فتدمرت أقسام ومراكز الشرطة في أنحاء مصر وانحرقت معداتها واتنهبت أسلحتها وذخائرها.. والحريق والدمار والاعتداءات لم تقض فقط علي منشآت ومعدات إنما قضت علي معنويات وعلي هيبة جهاز أمن...
معك يا سيدي أنه في جهاز الشرطة الأغلبية صالحة.. ومعك أنهم ضاعوا وتشوهت صورتهم نتاج تلك الحملة الشرسة التي استهدفت جهازا بأكمله...
يا سيدي.. الأمن مسئولية مواطن ومجتمع وإعلام قبل أن يكون مهمة رجال الشرطة...
مسئولية مواطن في احترامه للقانون والتزامه بالقانون ولو الأغلبية نفذت القانون أصبح الخارج عليه أقلية وهؤلاء مسئولية الشرطة والمسئولية سهلة لأن الأغلبية ملتزمة.. أما لو كانت الأغلبية في الشعب خارجة عن القانون ولا شرطة العالم كلها تقدر عليها!.
7 يا سيدي.. أنت قدمت نفسك علي أنك ممن يطلقون عليهم الأغلبية الصامتة والحقيقة أنا لا أعرف من صاحب هذه التسمية ولا أعرف مقصده من كلمة صامتة, هل وصفها بالصامتة لأنها لا تملك القدرة علي التعبير عن نفسها ففضلت الصمت حتي لا تكشف قصورها أم أنها صامتة لأن أحدا لم يدعها للكلام في الإعلام؟..
في تقديري أن تجاهل الحكومة والإعلام لأغلبية الشعب هو الذي جعلها صامتة والدليل تلك الرسالة وقدرتها علي طرح مجموعة أفكار وضحتها بطلاقة وأسلوب متميز مما يؤكد أن صمت هذه الأغلبية ليس عجزا بقدر ما هو قهر...
8 يا سيدي.. الأفكار كثيرة لأجل أن يعرف المصريون رأي أغلبية الشعب.. حلقات النقاش توضح.. الندوات توضح.. المؤتمرات توضح.. وضع كل الآراء المتفق عليها في مذكرة ويتم التوقيع عليها من خلال حملة شعبية علي طول البلاد وعرضها ووقتها يصل الرأي ويعرف الجميع قوة وعدد الأغلبية الصامتة...
أرجو أن يكون لأغلبية الشعب دور في هذا الوقت الدقيق...
أتمني حملة توقيعات شعبية لأجل تخطي هذه الأيام الصعبة والوصول بمصر لبر الأمان وأول مجلس تشريعي وأول رئيس منتخب وأول خطوة علي طريق الاستقرار والعمل والإنتاج...
حملة توقيعات تؤيد جملة من كلمتين...
كلنا مصريون...
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.