وسط تباين في الآراء والرؤي بين مصر التي تطالب بمراعاة حقوقها المائية التاريخية من ناحية وبين دول منابع النيل التي تطالب مصر بفك تجميد مشاركتها في مشروعات وفعاليات مبادرة دون حوض النيل للبدء في تنفيذها, انتهت أمس إجتماعات وزراء المياه والخبراء الفنيين بدول الحوض بمدينة جوبابجنوب السودان بعد توقيع جميع الدول علي ما تم الاتفاق عليه من توصيات وقرارات خلال الاجتماع. ودعا البيان الختامي, مصر لاعادة النظر في موقفها الحالي وإلغاء قرار تجميد عضويتها في مبادرة حوض النيل كما فعلت دولة السودان والسعي من خلال الحوار لحل أي خلافات في وجهات النظر. وأكد البيان أن المشاركين في الاجتماع صادقوا علي خطة عمل مبادرة حوض النيل وميزانيتها للعام المالي الجديد البالغة3.8 مليون دولار أمريكي, وكذلك تعزيز أدوات سياسة مبادرة حوض النيل في إدارة الموارد المائية والتنمية, لاسيما عبر مبادرة بيئية وإجتماعية, وأيضا استراتيجية للتغير المناخي, مشيرا إلي توقيع المبادرة علي اتفاقية كبري مع البنك الدولي لتنفيذ مشروع تعاون لتحسين إدارة وتنمية الموارد المائية في حوض النيل بميزانية تقدر ب15.3 مليون دولار ويستمر لعامين, وقد بدأ العمل في المشروع في يناير الماضي. وعقد الوفد المصري برئاسة المهندس أحمد بهاء رئيس قطاع مياه النيل, والسفير المصري بجوبا أيمن الجمال عدة لقاءات علي هامش الاجتماعات الرسمية مع وزراء ووفود دول حوض النيل الرسمية أمس, تناولت عرضا لوجهة النظر المصرية من النقاط الخلافية وأسباب تجميد مصر لمشاركاتها في أنشطة المبادرة. وأكد بول مايوم وزير الموارد المائية بجنوب السودان, أن بلاده لم توقع بعد علي اتفاقية عنتيبي وأنها في طريقها إلي اتخاذ الاجراءات الادارية والقانونية للتصديق عليها, وأن اتفاقية1959 الموقعة بين مصر وشمال السودان غير ملزمة لبلاده لأن جنوب السودان لم يكن جزءا من الاتفاق أو موجودا في ذلك الوقت. وأوضح أن الحل الأمثل لجميع دول الحوض هو الانتفاع المباشر وليس اتباع نظام الحصص لأن نظام الحصص قد يضع مصر في في وضع مائي حرج جدا بعد5 سنوات مثلا مطالبا مصر والسودان والكونغو بالعمل المشترك مع دول المنابع لزيادة الموارد المائية وتنميتها لتوفير احتياجات جميع المواطنين من مياه للزراعة والشرب والصرف الصحي في جميع دول النيل. وكان الاجتماع الوزاري ال21 لوزراء مياه دول حوض النيل قد بدأ بحضور ممثلين عن دول بورندي والكونغو الديمقراطية ومصر واثيوبيا وكينيا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا واوغندا. وشهد الاجتماع كذلك تسليم جمهورية جنوب السودان رئاسة مبادرة حوض النيل لمدة عام. وأبرز راديو فرنسا الدولي أمس اهتمام اجتماع وزراء مياه دول حوض النيل بالتوتر الذي بين مصر وإثيوبيا بسبب تبادل عبارات صارمة خلال الايام القليلة الماضية بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي. صحيفة إثيوبية:زيارة كامل عمرو إلي أديس أبابا بادرة أمل جوبا- أديس أبابا- وكالات الأنباء: اعتبرت صحيفة العلم الاثيوبية الأسبوعية, في مقالها الافتتاحي, أن زيارة وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلي أديس أبابا بادرة أمل لإجراء حوارات مثمرة بين البلدين وعودة المياه الي مجاريها بتعزيز التعاون المشترك لصالح الشعبين الشقيقين, مؤكدة أنه يتعين التفاوض في اطار مبدأ تحقيق التوزيع العادل لمياه النيل والمصلحة المشتركة لكل دول حوض النيل.