استنكر علماء الدين الدعوة الي خروج بعض الجماعات والأفراد لمواجهة التظاهرات السلمية التي تطالب بحقوقها المشروعة, مشددين علي أهمية حماية الممتلكات العامة والأرواح من التخريب التي هي مسئولية رجال الشرطة والجيش. وأكد العلماء حق المسلم في التظاهرات شرط أن تكون سلمية بعيدة عن التخريب والتجريح أو وقف عجلة الإنتاج وبعيدة عن كل أشكال العنف سواء اللفظي أو الجسدي وطالب العلماء كل التيارات والجماعات السياسية بتوحيد الصف ومد يد العون إلي السلطة الشرعية لمواجهة كل التحديات التي تواجه مصر في الداخل والخارج. ويقول الدكتور احمد كريمة, أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, انه من المقرر شرعا أن حماية الدماء وصيانة الأعراض والممتلكات من المصالح الضرورية الكبري في الإسلام, حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام وقال صلي الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وعلي هذا فأي أفعال ايجابية أو سلبية سواء من بادئ بالاعتداء أو من يبادله نفس الاعتداء فالطرفان فيما بينهما باغيان وما يتلقيانه من أموال وما يتسببان فيه من إراقة الدماء فهما آثمان مخطئان سواء من بدأ بالعدوان أو غيره لأن الذي يصد العنف المسلح في الدولة ليس آحاد الناس انما الجهات ذات العلاقة المباشرة بهذا العمل وهي الشرطة والحرس الجمهوري والجيش فهؤلاء يدفعون الاعتداءات بقدر الضرورة وفق المقتضيات والدواعي والأحوال ويحرم علي غير هؤلاء التصدي لأي عدوان وإلا كان باغيا هو والمعتدي سواء في الآثم, فالقاعدة الفقهية تقول المتسبب والمباشر سواء وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا علي قتل صاحبه, وأما خبر من قتل دون دمه فهو شهيد فهذا في حق دفع الصائل الذي يعتدي علي فرد بالقوة والإكراه ولكن يجب في دفع الصائل مراعاة التدرج من التخويف ثم الصياح ثم الصراخ ثم الضرب الخفيف ثم الضرب المتوسط ثم الضرب الشديد ثم الجرح وهذه الأمور مفصلة في المصنفات الفقهية, إذن التناهي والتمالؤ علي تخريب وجرح واتلاف من طرف أو من طرفين أيا كان البادئ فهي جريمة. وشدد الدكتور محمد الدسوقي, أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة, علي ضرورة ان تكون المظاهرات في30 يونيو سلمية مائة في المائة بعيدة عن المشاغبات والإضرار بالمصالح العامة والخاصة لأن التخريب سيضر بالمصالح العليا للبلاد, كما أن نشر الفوضي وتخويف وإرهاب المسلم جريمة أخلاقية حرمها الدين, فالإسلام يؤكد حق التظاهر بحرية ولكن بالحرية المنضبطة التي لا تثير الفوضي والتخريب ولهذا فإن كل إنسان يثير حالة القلق والترقب وينشر الخوف والرعب بين الناس فهو آثم لأنه يترتب عليه تدمير وقتل وتخريب مما يضر بمصر ومقدراتها ليس فقط في الداخل ولكن أيضا في الخارج وسيعطي انطباعا عن مصر بأننا أمة غير مسئولة لا تحترم الديمقراطية ولا تحترم رأي الشعب. ولهذا أتطلع إلي أن يمر هذا اليوم بسلام حتي لا يزيد من مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ونحن لدينا تحديات كبيرة في سيناء وما يحدث بها من اضطرابات أمنية وايضا تهديدات خارجية والمتمثلة في مشكلة سد النضهة والذي قد يقضي علي حياتنا وعلي أي بارقة أمل في النهوض والتقدم ومن ثم يجب علي كل فئات المجتمع وكل التيارات والاحزاب أن تتوحد خلف هذه المشاكل لإيجاد الحلول اللازمة لها بعيدا عن المحرضين الذين يهدفون إلي بث الرعب والخوف ويهدفون الي إرباك العمل داخل المؤسسات المختلفة, ومن ثم يجب ان نضع ايدينا مع الهيئة السياسية حتي نعطي انطباعا بأن الشعب يد واحدة وقوة واحدة وليس هناك صراع مع أي قوة داخل مصر.. واعرب عن امله في ان توجد الشرطة لمنع اي احتكاك بين المتطاهرين ومعاقبة من يقوم باستخدام الأسلحة في المظاهرات لأن هؤلاء يعتبرون مخربين في الأرض. إننا مازلنا لا نرتقي إلي الديمقراطية الحقيقية ومن ثم يجب ان ننسي الأهواء الحزبية والمنافع الشخصية الخاصة التي تضر ولا تنفع.