أكد عدد من علماء الأزهر وجود فارق بين الخروج علي الحاكم والخروج لتوصيل رسالة الي الحاكم عبر التظاهر السلمي الذي يلتزم بالسلمية ويبتعد عن التخريب. جاء ذلك رداً علي بيان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي اشار فيه علي تحريم الخروج علي ولي الامر.. وأكد العلماء ضرورة حقن دماء المسلمين وحرمة الاقتتال بينهم وان ردء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة. في البداية يقول: الدكتور مبروك عطية الاستاذ بجامعة الازهر ان الحديث الشريف يقول: »إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار«، مشيرا إلي ان الدعوة إلي القتل في حد ذاته قتل والسعي الي القتل قتل، وهناك قاعدة فقهية تقول ان السبيل الي الحرام حرام ونحن الآن في حاجة لكلمة تزيل الشقاق وتعيد للأمة وحدتها. والقاعدة التي رسخها الخلفاء الراشدون تقول انه اذا أمكن العلاج بالكلمة، فلا ينبغي العدول عنها الي العصا.. واذا امكن العلاج بالعصا فلا ينبغي العدول عنه الي السيف متسائلا: ما بالنا نلجأ للسيف من اول مرحلة والاسلام يقول ان آخر الدواء الكي. وحول تحريم الخروج علي الحاكم يقول د. مبروك عطية انه يجب علينا ان نفرق بين الخروج علي الحاكم والخروج لتوصيل رسالة او شيء يجب ان يصل للحاكم ويؤكد ان وجود أناس يقولون لا فهذا شيء أبعد ما يكون خروجا علي الحاكم فالخروج علي الحاكم الان معناه العصيان المدني بلغة العصر.. والحاكم نفسه يرحب بالمعارضين والمعارضة ولو كانوا خارجين عنه لقال عنهم إنهم فاسقون ولكن الرجل نفسه يرحب بشرط التزام السلمية والدكتور القرضاوي نفسه قال منذ أكثر من عام في برنامج »الشريعة والحياة« علي قناة الجزيرة : »اقول للذين يريدون ان يمنعوا المظاهرات ماذا تقولون في قول الله تعالي: »خلق الانسان علمه البيان« وعد المظاهرات نوعا من انواع البيان. ويطالب د. عطية بألا يتهم بعضنا بعضا بأننا مفسدون أو يعد المظاهرات خروجا علي الحاكم، ويجب ان تتسع صدورنا وقلوبنا لحماية وطننا والارتقاء به والخروج من العثرة الحالية. ويضيف الشيخ عبدالحميد الاطرش الرئيس السابق للجنة الفتوي بالازهر ان الخروج لمعارضة بعض قرارات الرئيس لا يعد خروجا عليه فالدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في بداية حكمه اقتبس قول سيدنا ابي بكر الصديق »إن احسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني« فالتظاهر حق مكفول لكل مواطن، وعلي الدولة ان تحمي كل المتظاهرين سواء المعارضون او المؤيدون، وواجب علي المتظاهر ألا يخرج أو يدمر أو يفعل شيئا يضر بالوطن او المواطنين، فإن فعل فهو مخرب ومن الذين يسعون في الارض فسادا وينطبق عليهم حد الحرابة. وحول حكم القتلي في المظاهرات بين المؤيدين والمعارضين يؤكد الاطرش انه ينبغي علي الحاكم حقن هذه الدماء قبل نزول المؤيدين والمعارضين وقبل ان يلتقي الصالح بالطالح ويصبح هناك خراب ودمار باتخاذ ما يلزم لمنع ذلك فدرء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة، وعلي رئيس الدولة ان يجلس مع المعارضين فإما يقيم عليهم الحجة او يقيموا عليه الحجة، فمن اقام الحجة فالحق معه وحينها يجب الالتزام بها حقنا لدماء المسلمين، ولا احد افضل من النبي حينما نزل علي رأي احد جنوده في موقعة بدر وهو الحباب بن المنذر حينما اشار إليه بتغيير ومكان المعركة. وقد قال الله لرسوله: »وشاورهم في الامر« وقال صلي الله عليه وسلم: »لا خاب مَنْ استشار« وقال صلي الله عليه وسلم:» خاب من استبد برأيه«.