دافعت ديلما روسيف رئيسة البرازيل عن حق الشعب البرازيلي في التعبير عن رأيه بسلمية دون عنف وأن الاحتجاجات الواسعة التي اجتاحت البلاد في الأسابيع القليلة الماضية تمثل دعوات مشروعة, جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن نشر الجيش في6 مدن لاحتواء الاحتجاجات خاصة في ظل إقامة مباريات كأس القارات لكرة القدم. وفي محاولة لاحتواء غضب عشرات الآلاف من المحتجين الذين شاركوا في مظاهرات لليوم الثاني علي التوالي, أشارت روسيف إلي أن حكومتها تبقي ملتزمة بالتغيير الاجتماعي, وأنها تصغي باهتمام إلي الشكاوي الكثيرة التي رفعت أثناء المظاهرات. وقالت روسيف إن البرازيل استيقظت أكثر قوة اليوم, وأن حجم مظاهرات الأمس يظهر حيوية ديمقراطيتنا وقوة صوت الشارع وحضارية شعبنا. وأضافت أن رؤية عدد كبير من الشباب البرازيلي وهم يشاركون في المسيرات للمطالبة بحقوقهم حرك مشاعرها. وأكدت أن حكومتها تتعاطف مع الكثير من الشكاوي التي عبر عنها المتظاهرون مثل دعوات إلي زيادة الإنفاق علي التعليم والرعاية الصحية وتحسين وسائل النقل العام وخفض أسعارها. وشددت علي أن حكومتها تسمع الأصوات العالية التي تطالب بالتغيير, وأنها ملتزمة بتحقيق تحول اجتماعي, مشيرة إلي أن المحتجين أرسلوا رسالة واضحة إلي المجتمع بأسره وخصوصا الزعماء السياسيين علي جميع المستويات. وانتشرت احتجاجات واسعة ضد الدولة اللاتينية الصاعدة تعتبر الأولي منذ21 عاما أذكاها إحباط واسع من تدني مستوي الخدمات العامة وعنف الشرطة والفساد الحكومي. لكن رفع أسعار تذكار الحافلات كان الفتيل الذي أشعل المظاهرات في كبري المدن البرازيلية, وسعيا إلي تخفيف التوترات ومنع المزيد من الاحتجاجات, أعلن مسئولون في خمس مدن علي الأقل خططا لخفض تعريفات الحافلات. وقال فرناندو حداد رئيس بلدية ساو باولو وهو شخصية بارزة في حزب العمال اليساري الذي تنتمي له روسيف خلال اجتماع مع زعماء حركة الاحتجاج إنه يبحث خفض أسعار تذاكر الحافلات التي أشعلت المظاهرات. وفي غضون ذلك, أعلنت وزارة العدل في بيان أنها سترسل قوات اتحادية إلي المدن البرازيلية التي تستضيف مباريات كأس القارات لكرة القدم التي تستمر أسبوعين لتعزيز الأمن. وأوضح مسئولون في الحكومة أنه سيتم إرسال الجنود إلي مدن ريو دي جانيرو وميناس جيرايس وباهيا وسيارا بالإضافة إلي العاصمة برازيليا. جاء ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه أعمال العنف والحرائق مرة أخري في ساو باوبو حيث انطلق50 ألف شخص إلي الشوارع في احتجاجات كانت سلمية في البداية ثم تحولت إلي العنف. وفي ريو دي جانيرو, وأضرم المحتجون النار في سيارات وألقوا القنابل الحارقة علي الشرطة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين أجبرت الشرطة علي اللجوء إلي داخل مجلس البلدية. وفي إطار متصل, دافع لويس فيرنانديز السكرتير التنفيذي لوزارة الرياضة البرازيلية عن حق الناس في التعبير عن أنفسهم بحرية ولكنه دعا أيضا إلي احترام حق هؤلاء المشجعين الذين يرغبون في حضور مباريات بطولة كأس القارات. وفي لندن, حذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في البرازيل من التواجد في الأماكن التي تشهد مظاهرات في مدن ريو دي جانيرو وساوباولو, وطالبتهم بمتابعة وسائل الإعلام المحلية, وكذلك الانصياع للنصائح التي توجهها لهم السلطات المحلية.