مهما يكن قدر غضبك والاتهامات التي توجهها للساكتين علي جرائم اغتيال واختطاف جنودنا وضباطنا في سيناء.. أيضا مهما تكن ثورتك علي شركاء تدابير وتنفيذ مخططات اقتحام سجن وادي النطرون وبقية سجون مصر, وابعاد المؤامرة التي يتوالي كشف حلقاتها في محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار المحترم خالد محجوب, وما حدث من وقائع لانتهاك الأمن القومي وهدم جهاز الشرطة ونشر الفوضي وبكل ما يترتب علي اطلاق سراح32 ألفا من السجناء وكيف كانت الانفاق وسيناء معبرا لمن تسللوا من حماس وحزب الله وكيف نفذوا المهمة بشراكة مع الإخوان ولولا معجزات من الله ومن الشعب ومن الثوار ولجانهم الشعبية لشهدت مصر من المذابح والجرائم والفوضي ما أحدث انهيارا كاملا وأغرقها في بحور دماء. النقطة المهمة التي تجمع بين الوقائع السابقة علي ما تمتليء به من مؤشرات بالغة الخطورة أن سيناء تحولت من أرض للكنوز البشرية والطبيعية التي تمتليء بها والبطولات النادرة عبر التاريخ البعيد والقريب تحولت السياسات الفاشلة والاهمال والاقصاء لابنائها والترتيبات الصهيونية والأمريكية إلي مكمن للخطر وبؤرة ساخنة لتصدير الموت هل قرأتم العنوان الرئيسي لصحيفة الأهالي الأربعاء الماضي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بسيناء الإرهابيون الذين أفرج عنهم مرسي نظموا أنفسهم في سيناء كتائب الموت هي التي نفذت عملية اختطاف الجنود وتشير مقدمة التحقيق المهم ان المتحدث هو أبوقتادة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بإمارة سيناء!! وأعود لأقول انه مهما يكن حجم ما لابد ان تحسه من غضب وثورة وما توجهه من اتهامات فكلها الغضب والثورة والاتهامات تتضاعف إذا عرفت انه بالإمكان إذا توافرت إرادة سياسية حازمة أن توفر الحماية كاملة لسيناء وان تصان أرواح ابنائنا وأمن مصر من التهديد والترويع الذي يستشري هناك, وان يقضي علي استيطان الجماعات الإرهابية هناك والا تعرض قواتنا المسلحة أو تجر إلي مواجهات تفرض عليها, يحترق بنيرانها ابناء سيناء ويسقط المزيد من الشهداء من مقاتلينا وابنائنا من الجيش والشرطة وان يلهي جيشنا ويشغل بقتال ومواجهات داخلية عن مخططات خارجية تلوح في الأفق لحصار مصر وتنفيذ مخططات التقسيم القديمة وسبق واشرت إلي الدراسة بالغة الأهمية التي نشرتها الأهرام5/01 بعنوان( خفايا الصفقة الكبري في الشرق الأوسط مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر) أيضا تضمنت عناوين الدراسة التي كتبها أ.محمد حسين أبوالحسن( تصفية القضية الفلسطينية باقامة دولة غزة في سيناء برعاية دولية واقليمية ومحلية المحروسة تتخلي عن ثروات هائلة وإسرائيل تسعي لوصاية دولية بذريعة الجهاديين). لماذا لم تعلن التحقيقات من هي العناصر الغريبة لهجات وملابس وملامح التي شاركت في تنفيذ مذابح بورسعيد في يناير ومارس3102 شهادة اللواء وصفي قائد الجيش الثاني أكدت وجودهم وانه لن يكون بعيدا اليوم الذي ستعلن فيه وقائع صادمة عن هذه العناصر الغريبة ومدافعهم الجرينوف!! لم يتفضل أحد من النظام بالرد علي التهديدات المتوالية لقيادات لقدامي القتلة بانتهاز احداث03 يونيو لاعلان مصر امارة إسلامية!! إذا كان هذا الخطر بالإمكان مواجهته وصده عن مصر والمصريين.. إذن كيف يوصف أو يقرأ الامتناع عن تفعيل المتاح لوضع نهاية أو لايقاف أو تخفيف الاخطار والتهديدات عن مصر والمصريين ولنقف أولا أمام هذه القراءة العلمية عما يحدث في سيناء وفي مصر كلها الآن من خلال قراءة دراسة من أهم ما قرأت في السنوات الأخيرة وتحمل عنوان السادات53 عاما علي كامب ديفيد. فيما يتجاوز005 صفحة قدمتها الباحثة المصرية المحترمة فاتن عوض لنيل درجة الماجستير ويجب أولا تحية الجهد العلمي الذي بذلته برعاية أستاذها المؤرخ د.عبدالخالق محمد لاشين بجامعة عين شمس وأ. د. أحمد زكريا الشلف أيضا بجامعة عين شمس وتقف طويلا أمام ما جمعته الباحثة من وثائق سرية للاتفاقية والإجابات علي أسئلة وهل تقف عائقا أمام التنمية في سيناء كما يدعي دائما, وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والأمنية علي مصر وعلي دورها الاقليمي والدولي ولا أستطيع ان أدعي أني قمت بالقراءة العميقة التي تفرضها أهمية الكتاب وسط مفارم الأحداث الكارثية التي نعيشها والتي تمثل سيناء محورا رئيسيا لها.. وعلي أهمية جميع ما يضمه الكتاب, ففي رأيي أن الأخطر هو ما يضمه من وثائق لنصوص الاتفاق والاقتراح الأمريكي والوثائق السرية, ثم علاقة الاتفاقية بما يحدث في سيناء الآن وهل تستطيع مصر أن تتخذ موقفا حاسما يفرض سيادتها ويوفر الحماية لسيناء وينهي وجود الجماعات الإرهابية التي حولتها إلي تورا بورا التي لم تعد تهدد سيناء وحدها ولكن مصر كلها؟! لا تحتمل الإجابة التباسا وتوضح الباحثة المتاح من خلال تعديل بعض بنود معاهدة السلام وبخاصة ترتيبات الأمن المتفق عليها بما يحفظ الأمن القومي المصري ولا أعرف هل بالإمكان انتظار تهديدات أكثر وأخطر مما تعرض له خلال السنوات الأخيرة وخاصة حجم ما تصاعد إليه الخطر وتكشف منذ قيام الثورة. ما الذي ينتظره صدور قرار سيادي يفعل حق مصر في اغلاق جميع مصادر الخطر وتجفيف بؤر الإرهاب والتآمر الصهيوني.. هل توجد دولة ذات سيادة تلزم الصمت المهين والمستهين بقتل واختطاف ابنائها من الضباط والمجندين ويهدد أمنها القومي وجيشها, ولا تفعل جميع وسائل الحماية والتأمين, إلا ان يكون الصمت علامة الرضا بل والمشاركة!!هل تابعتم ما يتردد من مصادر أمنية وخبراء عسكريين وما جاء في شهادات ضباط داخلية ومواطنين وشهادات العاملين في معبر رفح عن الاعداد الضخمة المتسللة من غزة في الأيام الأخيرة يوميا إلي سيناء استباقا لما أعلن عن إغلاق المعبر قبل أيام قليلة من03 يونيو, وان الاعداد تتضاعف ووصلت ليلة أمس الأول إلي0021 فلسطيني0 الشروق6/41) هذا عن العابرين من المعبر فماذا عن الأعداد التي عبرت من الانفاق وماذا يمنع تكرار مأساة صناعة الفوضي التي خططوا لصناعتها في الأيام الأولي لثورة52 يناير. ما يحدث في سيناء.. وما تستغل من أجل احداثه فيها وبها وعدم مسارعة النظام إلي تفعيل جميع الوسائل القانونية المتاحة بالفعل لحمايتها ولحماية أمن مصر وأمن ابنائها وضباطنا ومجندينا هناك وتطهيرها تماما وانهاء توطين جماعات إرهابية بها وثيقة أخري من أهم الوثائق والأسباب والدواعي التي تفسر لماذا أصبح تجديد الثورة في03 يونيو فريضة إيمانية ووطنية وفرض حماية وأمان للحاضر والمستقبل. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد