أنت فين يا أبوالسيد.. هذه العبارة كانت آخر كلمات الضابط الشهيد محمد لوالده اللواء أبوشقرة في الثانية عشرة من ظهر الأحد الماضي, حيث اعتاد مداعبة أبيه كصديق, باعتباره الولد الوحيد لثلاث شقيقات. ولم ينس محمد أن يسأل والده خلال المكالمة عن آخر استعدادات زفافه المحدد له الخامس من يوليو المقبل, بينما شاء قدره أن يغتال بعد40 دقيقة من تلك المكالمة التي ودع فيها أهله وأسرته. ولأنه كان من المشاركين في تحرير جنودنا المختطفين بسيناء, فجاء تكليفه بمواصلة الكشف عن الجناة, في غياب عناصر التأمين الواجبة لإتمام تلك المهمة. فمن يصدق أن محمدا وزملاءه كانوا يعيشون بفندق وسط العريش, وهم مكلفون بإتمام هذه العملية في اطار شديد من السرية, الأمر الذي يعرض تحركاتهم واتصالاتهم للوشاية والاختراق من جانب العاملين بالفندق أو نزلائه؟. لذلك لن يكون محمد وأمثاله آخر الشهداء, مادمنا قد تركنا سيناء مرتعا للإرهاب, ومادامت السلطة مشغولة هنا بحديث الفضائيات, وتصفية الحسابات, ولا تري سوي صالح جماعتها, وحتي برقية العزاء, لم تقدمها لأسرته حتي الآن!. إن دم الشهيد وغيره من الشهداء سيظل معلقا في رقبة النظام الحاكم, ويسأل عنه تحديدا وزير الداخلية, الذي أعلن خلال اختطاف جنود سيناء انه يعرف الجناة بالأسماء ولم يجرؤ حتي الآن علي كشفهم!. ويسأل عنه أيضا الجهاديون والمتطرفون هناك الذين عادوا الي العنف, وحين سئل كبيرهم للتعقيب علي حادث الاغتيال, لم يبد ندمه علي قتل الضابط أو توصيف ما حدث بالإرهاب. إن دم الشهيد سيظل معلقا في رقاب الجميع, ما لم يأت وزير الداخلية بالقاتل مقتولا كما قال وأفلح إن صدق. لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل