سؤال واحد ظل يشغل باله، طوال حياته القصيرة، «كيف ستكون موتته؟» حتى فاجأه الموت، قبل أن يتوصل لإجابة عن سؤاله. ذلك ما كان يفكر فيه الشهيد نقيب الشرطة محمد السيد عبدالعزيز أبوشقرة، الضابط بإدارة مكافحة الإرهاب الدولى، قطاع الأمن الوطنى الذى سقط برصاص مجهولين فى إحدى الساحات بمدينة العريش ظهر أمس الأول. لم تكن روحه تسكن ضلوعه ولا قلبه متحصناً بعظام صدره، كانت روحه دوماً مسافرة إلى غد أفضل، وقلبه يسكن أحلاماً بعيدة، لا تضمنها تلك الأيام البائسةو هذا ما يرويه عنه المقربون منه. منذ انتقل من قوات العمليات الخاصة قبل شهرين كان يروض نفسه على جسارة حمل الروح والكفن على بساط اليد، لم يكن عابئاً بأى مخاطر وهو يتلقى التعليمات بالسفر إلى سيناء للمشاركة فى عمليات تطهيرها من الإرهابيين والخارجين على القانون. كان وطنه شاخصاً نصب عينيه فى حله وترحاله. أمنه المشروخ يؤرق لياليه، لكنه ظل متمسكاً بالأمل حتى الرمق الأخير عندما هاجمه مجهولون وأمطروه بسبع رصاصات أفرغت دماءه لترتوى بها رمال سيناء وينضم، كما تمنى، إلى قوافل شهداء الواجب. النقيب محمد السيد أبوشقرة، مواليد 8 مارس عام 1983، خريج دفعة 2003 بكلية الشرطة، وكان يستعد للزواج بعد عدة أشهر، وهو الولد الوحيد للواء الشرطة المتقاعد السيد عبدالعزيز الذى كان يعمل بإدارة شرطة المسطحات المائية، ووالدته هى سعاد على يوسف موظفة بالإدارة التعليمية بالمعادى ولديه 3 شقيقات متزوجات هن: هيام ونهى والشيماء. أخبار متعلقة: ضباط الشرطة يهتفون أثناء تشييع الشهيد: "ارحل يا مرسي كفاية كده" .. والأم "اشتري بدلة فرحه الأسبوع اللى فات .. ومات" مصدر جهادى ل"الوطن": «أبوشقرة» عذب المعتقلين فى قضية «سيد بلال» تحقيقات النيابة: الجناة لاحقوا ضابط الأمن الوطنى فى سيناء ودهسوه بالسيارة جيران الضابط الشهيد: قتلته أوامر «مرسى» بعدم إطلاق النار على الإرهابيين