فيروس ب الخطر القادم في مصر, حيث تشير الإحصاءات إلي أنه يصيب نحو4 ملايين مصاب به في مصر, ويعاني أكثر من20% من مرضي الفيروس سي من إصابة مركبة بالفيروسين معا ويعد فيروس ب أشد خطورة من الفيروس سي. هذا ما أكده الأطباء من خلال المؤتمر السنوي الثالث عشر للجمعية المصرية الذي عقد أخيرا بالعين السخنة, كما ناقش الجديد في تشخيص وعلاج أمراض الكبد الدهني وعلاقته بالفيروسات الكبدية وتليف وأورام الكبد. وحول المفاهيم الجديدة لكيفية حدوث الالتهاب الكبدي الدهني, أوضح الدكتور حسني سلامة أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب قصر العيني ورئيس المؤتمر أن تراكم الدهون بالكبد يسبب حالة الكبد الدهني الحميد الذي يمكن أن يظل كما هو دون مشاكل للمريض أو قد يتطور لتليف أو أورام بالكبد.. ومن العوامل المهمة لحدوثه الزيادة المفرطة بالوزن والإصابة بالسكر وزيادة مستوي الدهون الثلاثية. وعندما تتراكم الاحماض الدهنية الحرة داخل الكبد ينشط معامل تأكل الاورام من نوع الفا الذي يخفض بدوره من نسبة هرمون اديبونكتن المساعد علي أكسدة الاحماض الدهنية داخل الكبد والتخلص منها. وعندما يختل التوازن بين هذين العاملين, يتطور الكبد الدهني إلي تليف كبدي. كما ثبت ان البكتيريا الساكنة بالامعاء والتي تزيد بزيادة تناول السكريات والدهون تساعد علي امتصاص الدهون من الامعاء ودفعها لتترسب داخل الكبد محدثة تنشيطا للخلايا الدهنية والتهابا كبديا. وحذر الدكتور حسني من خطورة الإنقاص السريع للوزن لأنه قد يضر بوظائف الكبد, ويجب ان يكون ذلك تدريجيا بمعدل لا يزيد عن كيلوجرام واحد في الاسبوع, لأن خفض الوزن السريع يؤدي لاندفاع الاحماض الدهنية الحرة الي داخل الكبد محدثا مزيدا من الالتهابات الكبدية. وعن مرض القولون المتقرح أوضح الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بالاكاديمية الطبية العسكرية أنه يحدث نتيجة استعداد وراثي أو قصور مناعي يؤثر علي جميع اعضاء الجسم. وقد يبدأ المرض علي هيئة آلام بالمفاصل كالفخذ والحوض والركبة أو طفح جلدي وإحمرار بالقدمين, أو تقرحات بالغشاء المخاطي المبطن للثة والفم. ويعتمد العلاج علي التشخيص الجيد حيث يؤدي المرض لأنيميا شديدة ونقص في كرات الدم الحمراء وحساسية جلدية شديدة. وفي5% من الحالات يسبب هشاشة العظام, ويعد العلاج البيولوجي مهما لمنع تفاقم المرض. أكد الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس أن فيروس ب هو الخطر القادم في مصر, لأنه يوجد بنسبة تتراوح بين4 و8% من المصريين, مما يعني وجود نحو4 ملايين مصاب به في مصر, ويعاني أكثر من20% من مرضي الفيروس سي من إصابة مركبة بالفيروسين معا. ويعد فيروس ب أشد خطورة من الفيروس سي, لقدرته علي إحداث شلل لجهاز المناعة يستمر لسنوات عديدة, وذلك لتكوينه أجساما مناعية تلتصق بالخلايا المناعية تي التي تهاجم الفيروس وتقتله. ومن ثم تصبح هذه الخلايا المناعية المهاجمة بعد العدوي بالفيروس ب مشلولة بصورة كاملة ولا تستطيع إدارة معركة الجهاز المناعي ضد الفيروس الذي يظل لسنوات داخل الخلية الكبدية يفعل بها ما يشاء. وترجع خطورة فيروس ب إلي أنه يدخل نواة الخلية ويتكامل داخل شفرة نواتها, ويحدث بها تحورات تعرض الكبد للإصابة بالسرطان, كما تتمثل خطورته أيضا في قدرته علي إحتضان فيروس دلتا الشرس مما يسبب تدهور الكبد بصورة متسارعة. أما الخطر الرابع, فيتمثل في عدم وجود علاج باتر للتخلص من الفيروس ب حتي الآن, علما بأن العدوي بالفيروس تتم عن طريق جميع سوائل الجسم مثل اللعاب والعرق بجانب الدم. ويشير الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس إلي ان مرضي الالتهاب المعوي المزمن أكثر عرضة للاصابة بامراض الكبد وعلي رأسها الالتهاب التليفي وسرطان القنوات المرارية والالتهاب المناعي الذاتي. كما لوحظ ان بعض الادوية المستخدمة لعلاج التهاب الامعاء المزمن تتسبب في التهاب بخلايا الكبد, ومن هذه المستحضرات السلفة والساليسيلات و بعض العلاجات البيولوجية التي تعتمد علي تثبيط جهاز المناعة مما يشكل خطورة علي مرضي الفيروسات الكبدية. وينصح الدكتور الوكيل أي مريض يتأهب للبدء في العلاج بإجراء فحص لدلالات الفيروسات حتي يأمن عدم تنشيط الفيروس بعد استخدامه في العلاج.
