هل بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما طريقه نحو ووتر جيت الثانية التي يمكن أن تكلفه منصبه الرئاسي وتكلف الديمقراطيين مقعد البيت الأبيض الوثير, ناهيك عن الأغلبية في مجلس الشيوخ والنواب علي حد سواء؟ بحسب الترتيب الزمني فإن الفضيحة الأولي التي جرت قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي تلك المتعلقة بما جري من اعتداء علي القنصلية الأمريكية في بنغازي في ليبيا, والتي كان لها أن تكلف باراك أوباما منصبه الرئاسي لو تم إعلان كافة الحقائق علي الرأي العام الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية. فيما تمثلت الفضيحة الثانية لإدارة أوباما في التجسس علي وكالة الأنباء الأمريكية الأشهر أسوشييتدبرس والمس بحرية التعبير, عبر مراقبة خطوط هاتفية لعدد من الصحفيين الأمريكيين, لمعرفة سر خبر إفشال وكالة الاستخبارات الأمريكية عملية إرهابية في اليمن. وقد أرجعت الأزمة الأمريكيين بأذهانهم إلي فضيحة ووتر جيت الأصلية وما جري في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون عندما قرر التجسس علي مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبني ووترجيت فيما الفضيحة الثالثة تتعلق بضغوطات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي علي مصلحة الضرائب الأمريكية(IRS) لتدقيق التفتيش والبحث الضريبي وراء جماعات مناوئة سياسيا للحزب الديمقراطي, مثل حزب الشاي لأسباب سياسية وهي دعمها للحزب الجمهوري. ماذا عن فضائح أوباما الأخلاقية التي بدأت تتكشف مؤخرا؟ في الأيام القليلة المنصرمة كانت صحيفة غلوب الأمريكية التي سبق لها أن أطاحت بالسيناتور ز س شرعية له, تميط اللثام عن فضيحة أخلاقية للرئيس أوباما لا يعرف احد متي يمكن أن تهدأ في أرجاء الولاياتالمتحدة, فقد أكدت الصحيفة وجود عشيقة للرئيس أوباما كان يقضي أوقات عاطفية حميمة معها حتي خلال حملته الانتخابية, كاشفة النقاب عن اسم العشيقة التي وصفتها بالجميلة والمثيرة جدا, وهي بيفيرا بايكرس35 عام2004 بوصفها جامعة تبرعات أثناء تنافسه علي مقعد سيناتور ولاية ألينوي. يتساءل المرء في سياق تلك الفضائح الأوبامية بالقول ز لتزيد من تعقيدات المشهد؟ الحادث أن أمريكا تعيش أزمة ذات روحين, الأولي مادية والثانية ديموغرافية. أما عن الأولي فهي الهوة المالية التي عادة ما تكون المدخل لتهاوي الإمبراطوريات منذ زمن الإمبراطورية الرومانية وصولا إلي العثمانية. والثانية تتجلي من خلال أن أمريكا ليست مأزومة ماليا فقط بل ربما هناك أزمة أخطر علي الصعيد الديموغرافي, يمكن أن تقود خلال عقد أو عقدين علي أكثر تقدير إلي تغيير وجهها وتوجهاتها. فمنذ نشأة الولاياتالمتحدة وهناك أوليجاركية بيضاء ثرية تحكم وتتحكم في المشهد السياسي, غير أن هذا الواقع يتغير الآن نتيجة لتغير التركيبة السكانية لأمريكا وتزايد تأثير الأمريكيين غير البيض, الذين باتوا يشكلون نسبة مئوية متزايدة باضطراد, وقد لعبت هذه النسبة دورا فاعلا في انتخاب ثم إعادة انتخاب أوباما, لاسيما وأنها رافضة لتسيد وتسلط النخبة البيضاء المعوقة للتغير, وفي كل الأحوال يعني ذلك عدم ارتياح الطبقات السكانية الأمريكية بعضها إلي بعض. كيف ستمضي الأمور بالرئيس الأمريكي بعد ظهور مثل تلك الفضائح؟ وما تأثيرها علي أجندته السياسية الداخلية والخارجية علي حد سواء؟ علي الرغم من أنه من المبكر التنبؤ بما ستؤول إليه سلسلة الفضائح المشار إليها, سواء لاضطرار الرئيس الاعتزال عن منصبه أو الاستقالة أو الإقالة عبر الكونجرس, لاسيما من جراء فضيحة التنصت علي وكالة أنباء الاسوشييتدبرس فإن المؤكد أن ضررا بالغا قد لحق باوباما وإدارته وبات السؤال كيف له الخلاص من عبودية تلك الفضائح؟ هل الحرب هي الحل ؟ يعرف القاصي والداني أن كل رئيس أمريكي يحرص كل الحرص علي خوض حرب يسجل بها اسمه في سجلات الشرف الأمريكية, والحرب بالنسبة للأمريكي كالولادة بالنسبة للمرأة, شيء طبيعي واعتيادي, وعن طريق الحروب والإبادة استولي الرجل الأبيض علي الأراضي الأمريكية وأباد نحو مائة وأربعين مليون هندي أحمرهم أصحاب الأرض الأصلية. وعلامة الاستفهام هنا هي إنه إذا كان أوباما هو ملك الحروب السرية, بدون إعلان علي الملا, فهل حان وقت شغل الرأي العام الأمريكي بحرب ولو خاطفة تنسيه فضائح أوباما؟. في شهر مايو من العام الماضي ظهرت علي العامة والخاصة وثيقة أمريكية مهمة للغاية عنوانها عولمة الحرب خريطة الطريق العسكرية إلي الحرب العالمية الثالثة, والوثيقة باختصار تشير إلي الاستعدادات الأمريكية لخوض حروب جديدة حول العالم وربما حربين في وقت واحد. في هذا الإطار نتساءل هل يمكن أن يعمد أوباما إلي المضي في طريق تدخل عسكري في سوريا, أم أنه ربما يفضل تفعيل المواجهة العسكرية المسلحة مع إيران؟ بل ربما يكون هناك تفكير في الذهاب للحرب مع كوريا الشمالية, وفي هذه جميعها نري احتداما للحرب البادرة مع موسكو. كل السيناريوهات مفتوحة وجميعها تقودنا للقطع بان لعنة الولاية الثانية قد حلت علي أوباما بالفعل سواء كانت هذه ووترجيت الثانية أم لا؟ لمزيد من مقالات اميل أمين