لا أصدق مايراه الكثيرون بأن حديقة جيزي باسطنبول كانت السبب وراء ماتشهده تركيا من اضطرابات ومظاهرات ولكنني اكاد اجزم بحكم اهتماماتي بالملف التركي وزياراتي العديدة لتركيا ان التيار العلماني قد استغل الفرصة لاشعال الفتنة ووقف نمو النظام الحالي ذي الهوية الاسلامية والذي يرجع له الفضل في دفع تركيا الي مصاف الدول العظمي واعاد نظام جول واردوغان نسمات العزة والفخار التي سادت الارجاء هناك بعد فتح القسنطينية علي يد السلطان محمد الفاتح في الماضي لكي تعيد تجديد روح النصر علي ايدي الاحفاد فإرتفع الناتج الي850 مليار دولارسنويا والصادرات الي147مليارا والاستثمارات الخارجية الي120مليارا ومتوسط دخل الفرد11 ألف دولار وحققت المركز ال14 عالميا في الاقتصاد والرابع في السياحة واصبح هناك ثلاجة تركي بين كل ثلاجتين في اسواق اوربا كما رفضت تركيا الهرولة خلف الاتحاد الاوروبي متمسكة بهويتها الاسلامية.. ولم يكن هذا الانتعاش مرضيا للتيار العلماني الذي يمثل شريحة النخبة المنتفعة واتفقوا علي امر واحد هوكراهيتهم للاسلام ورموزه فعمدوا لتحطيم الاسطورة التركية لصالح اسيادهم في الغرب وراحوا يتباكون علي طاغيتهم كمال اتاتورك الذي قام بتحويل الحروف العربية في اللغة التركية الي حروف لاتينية تمسحا في الغرب وانكارا للهوية الاسلامية التركية. أن هذه الاحداث المؤسفة تعكس الحرب التي يشنها الغرب علي النماذج الاسلامية الناجحة سواء في تركيا او ايران او ماليزيا وهناك اوجه للشبه مع ما يجري في الوطن بمصرحيث ان مناهضي النموذج الاسلامي في التنمية بادروا بالهجوم علي اردوغان ووصفوه بالديكتاتور ورحبوا بالثورة ضد النظام التركي ويتكررالسيناريوحيث تحولت كراهية عناصر المعارضة هنا للاخوان المسلمين الي رغبة في هدم جدار المعبد وضرب' كرسي في الكلوب' لاسقاط كافة المؤسسات الدستورية بالاستعانة ببعض العناصر الفلولية من رجال الاعمال والاعلام والقضاء من دعاه البطلان حتي لو كان ذلك علي حساب سقوط مصر.. فاذا كانت حديقة جيزي زريعة لعرقلة مسيرة تركيا فان لدينا في مصر اكثر من1000 حديقة يتزرع بها المخربون للقضاء علي مصر الحديثة بهويتها الاسلامية. لمزيد من مقالات أحمد عصمت