رغم أن صحراء سيناء تحظي بالكثير من الثروات التعدينية والموارد المحجرية المهمة والتي تدخل في كل الصناعات الحديثة إلا أن القليل منها مستغل والباقي يعد كنوزا ضائعة الأمر الذي ألقي بظلاله علي انتشار البطالة واهدار حقوق المواطنين في ايجاد فرصة عمل للحد من اتجاههم الي الأعمال غير المشروعة. التقينا بعدد من شباب البدو قاطني الوديان والتجمعات البدوية بسيناء للتعرف علي المشكلات التي تواجههم أكد أحمد حسين ندا هريش ابن قبيلة القرارشة أن أكبر المشكلات التي تواجه شباب البدو البطالة حيث لا يوجد داخل المحافظة مشروع قومي واحد يستوعب خريجي المدارس الفنية والمعاهد والجامعات للعمل به. وأشار الي أن معظم الشباب يعتمدون علي العمل في قطاع السياحة الذي تراجع كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية وأصبح لا يحقق متطلباتهم ورغباتهم المعيشية وأعباء الحياة مما قد يدفعهم الي سلك طرقا غير مشروعة. من جانبه أكد المهندس الاستشاري محمد عبده حسين صاحب فكرة مشروع المدينة الصناعية أن هناك دراسة لاقامة مشروع اقتصادي وصناعي وتجاري تمتلكه الدول في المنطقة الواقعة بين طور سيناء وشرم الشيخ علي ساحل خليج السويس علي مساحة مليار و500 مليون متر مربع. وأوضح أن عناصر المشروع تعتمد علي اقامة ميناء بحري ومطار شحن بضائع ونقل ركاب ومخازن ومراكز توزيع ومصانع مختلفة الأنشطة وأن المشروع يهدف الي استغلال الثروة البشرية والموقع المهمل منذ تحرير سيناء حتي الآن رغم أهميته الاقتصادية وكذلك تحقيق غايات اقتصادية واستراتيجية ملحة فضلا عن أن المشروع وموقعه جاذب للمستثمر المصري و العربي والعلمي حيث يقع علي الضفة الشرقية لساحل خليج السويس وله صلاحيات ومميزات أن يكون منطقة حرة عالمية متكاملة او مدينة ذات طبيعة خاصة. بالاضافة الي توطين6 ملايين مصري بسيناء فضلا عن العالمين والمستثمرين الصناعيين من خلال الاعتماد علي الاقتصاد الانتاجي, وأعلن الاستشاري محمد عبده أنه سبق وأن تقدم بجميع مستندات المشروع تشمل الدراسة الهندسية ودراسة الجدوي والخرائط الي العديد من المسئولين علي رأسهم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ومحافظ جنوبسيناء الأسبق وبعض الأحزاب السياسية أملا أن يجد هذا الحلم بارقة نور لكنه مازال حبيس ادراج المكاتب الادارية, في السياق نفسه أكد خميس حسن شعلة مدير عام المنطقة الصناعية بابو زنيمة أن المنطقة الصناعية البالغ مساحتها3908 افدنة و16وكيلو مترا مربعا هي في الحقيقة حبر علي ورق وتضم ثلاثة مصانع فقط للجبس والرمل الزجاجي مشيرا الي أن معوقات الاستثمار والسبب الرئيسي في عدم اقامة المصانع بها وعزوف المستثمرين الصناعيين عن الاستثمار هو افتقارها الي البنية التحتية من الكهرباء والمياه والصرف الصحي واستكمال شبكة الطرق, وأكد أن سيناء في انتظار قرار الرئيس محمد مرسي بانشاء المنطقة الصناعية خاصة بعد علمنا أنه تم موافقة مجلس الوزراء في26 فبراير من العام الجاري علي اقامة المنطقة وقد ارساله الي رئاسة الجمهورية للتصديق علي القرار وذلك حتي يتسني انشاء البنية التحتية وربطها علي شبكة الكهرباء الموحدة واعادة تخطيطها من جديد مع الأبقاء علي المصانع الثلاثة القائمة فعليا. من جانبه أكد اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء موافقة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء مؤخرا علي البدء في ادخال كل المرافق والخدمات الحيوية للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة خاصة بعد معاناتها منذ بداية التسعينيات من عدم توفير المرافق اليها مما أدي الي هروب العديد من المستثمرين الصناعيين وعدم الاستفادة من مواردها التعدينية, وأشار المحافظ الي أنه تم اعتماد مبلغ280 مليون جنيه من جهاز تنمية سيناء ضمن الموازنة العامة للدولة بالاضافة الي250 مليون جنيه من القوات المسلحة كمساهمة منها في اعمال التنمية خاصة بعد أن أهملها النظام السابق طيلة السنوات الماضة.