إذا كانت سياسة السلطة التنفيذية برأسها وحكومتها تقوم على حق عرب هو " لا مساس " ومبدأ "شفت العصفورة " ويكون محورها في ذلك " عارف مين بيقول إيه إزاي وعلشان إيه"، وتصريحات من نوع " لا نعارض ولن نفرط وفي إنتظار ". ويطلب المسئولون من المواطنين صراحة " التوجه إلى الله بالدعاء " لحل المشكلات - فمن الطبيعي أن نجد ردود الفعل من دولة إثيوبيا أن تبدأ مشروعها العظيم للتنمية وسط أفراح شعبها بعد الترويج بأنه من أجل شعوب المنطقة خاصة أن المسئولين في دولة المصب وهي مصر مشغولون " بمنع فن الباليه " و"بالعرافين اليهود" و" بمناوشات فكرية ، وتحركات بهلوانية، وتصريحات نارية، وسفريات مكوكية، وتجردات أرضية وسماوية، وتطلعات إرشادية "، كما لا يغفلون القوانين الجديدة التي خرجت وتخرج إلى النور في ظل هذا كله مثل قانون الضرائب الجديد وقانون الجمعيات الأهلية والصكوك وقناة السويس.
والحقيقة لا نلوم على الدول الأخرى أيا ما كانت لأنها تعمل لمصلحة شعوبها ولمصالحها في المنطقة، ولا نلوم على من أطلقوا وصلات سخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي تعيب على المسئولين موقفهم الضعيف وفشلهم الذريع في إيجاد حلول جذرية لمشكلات الشعب المصري، بل تزيد المشكلات وتختلق الخلافات مع الدول المجاورة .. إنما نلوم من يدير شئون البلاد بطريقة أسوأ من النظام السابق الذي ثار عليه الشعب المصري لأنه فاسد .. فإذا بنا نكتشف أن الدولة التي قيل عنها إنها " عميقة "، وأن القضاء على فسادها سيكون صعبا، تظهر ليس فقط كدولة مع الأسف الشديد "عبيطة "، بل هي تدخل بخطى واثقة إلى طور الدولة "المستهبلة " التي تقدم أمنها القومي وأراضيها وحدودها وماءها ومواردها على طبق من ذهب لمن يدفع ويقدر الوسيط !! فكل من له غاية "يرمي بياضه " والإدارة تدير الأمر في رأسها الفارغ وتفكر، ثم تلهي الشعب والمعارضة والجميع في أي مشكلة تبتكرها بمنتهى الدقة، لتخرج بقرار يثير الغضب أو هياج فئة من المجتمع.
لقد ساء الوضع بدرجة كبيرة فلا يكاد أي مصري يسمع أي تصريح أو أي كلمة تنقلها وكالات الأنباء، إلا ويستغفر الله ويرفع يده إلى السماء بالفعل طلبا لإنقاذ مصر مما ابتليت به من هؤلاء الذين لا يعرفون شيئا عنها ومع الأسف مصممون على المضي في نفس الطريق دون إكتراث بشكوى الشعب المستمرة أو بالمصالح المصرية .. فالإدارة السيئة، غير العابئة أو بمعنى أدق "المستهبلة " تدخل الدولة في مشكلات هي في غنى عنها، ثم يتحدثون عن " إنجازات " !! ويدعون " التحدث باسم الإسلام " .. هم لا يعلمون أو ربما يعلمون ويفعلون ذلك عن قصد، أن الكثير من المواطنين قد اشتاق إلى الفساد الذي كان ويردددون مواربة ويمنتهى الوضوح " ألا ليت الفساد يعود يوما فإذا كان ذلك هو التغيير فلا نريده وأرجعونا كما كنا " ! والحقيقة أنه لا شيء تغير بالفعل فيما يتعلق بالفساد والإهمال والاستبداد .. فكل ذلك تزايد وأصبح فجا ..الشيئ الوحيد الذي تغير هو التوقف عن الخوف، وسقوط الأقنعة بات بسرعة فائقة، مما ينبئ بقرب الخلاص من الوجوه الكاذبة، فما هي إلا وجوه لسنوات عجاف في مصر لن تطول .. إن غدا لناظره قريب ... اللهم افرغ علينا صبرا.