رغم إنها محافظة حديثة فإن الوادي الجديد وقعت مثل غيرها في أزمات الإسكان التي تؤرق كبارها قبل شبابها... ولكنها نجحت في التصدي لهذه المشكلة وجها لوجه والتعامل معها بشكل يقهر الأزمة ويقهر معها أزمات أخري مثل البطالة ونقص مواد البناء وارتفاع أسعارها.. لقد قررت المحافظة الاستفادة من خامات البيئة المتوافرة لديها مثل الطفلة والاستعانة بالطاقة الشمسية وإتمام العمليات الإنشائية بواسطة الشباب أنفسهم المستفيدين بهذه المساكن, وكانت النتيجة مبهرة.. مساكن رخيصة وصحية ومتوافرة!! التجربة بدأت في الوادي الجديد مع بدء اعمال انشاء أول منزل بالقرية الخضراء التي تقرر اقامتها بالمحافظة كنموذج للإسكان الحضاري الذي لا يختلف كثيرا عن الشاليهات السياحية قليلة التكلفة لتمليكه لشباب المحافظة كخطوة فعلية للهروب من تكلفة المباني السكنية بالوادي الجديد التي فاقت كل التصورات ووصل المقابل الشهري للوحدة السكنية لأكثر من400 جنيه.. محمد هارون رئيس مركز ومدينة الخارجة الذي كان حاضرا في أثناء بدء العمليات الإنشائية بالقرية قال إن القرية تقام علي مساحة تسعة أفدنة علي طريق الخارجة اسيوط بالقرب من الأراضي المخصصة لفرع جامعة الوادي الجديد لإقامة200 منزل مساحة المنزل97 مترا مربعا لإقامة حجرتين وصالة وحمام ومطبخ وستبدأ المراحل الأولي بحجرة واحدة وصالة وحمام ومطبخ باسلوب حضاري وفق نموذج موحد في الارتفاع واللون والتكلفة وتهدف لتأهيل الشباب علي تعلم الحرف التقليدية واستغلال خامات البيئة حيث إن مبان القرية ستقام من الطفلة المحلية ومن خلال الشباب أنفسهم لأن المشروع جهود ذاتية وسيتم تعميمه في مختلف القري وتم توفير المياه اللازمة والطفلة لعمليات البناء.. وقال إنه تم اختيار50 شابا من الشباب الذي لا تزيد سنه علي25 سنة كمرحلة أولي لانجاز المشروع وهو نموذج سيكون امتدادا عمرانيا لقري المنيرة التي تتبع الوحدة المحلية لمركز الخارجة. من جانبه أكد طارق مهدي محافظ الوادي الجديد ان المشروع من ضمن خطط جديدة تتبناها المحافظة حاليا لتوفير احتياجات الشباب واستغلال طاقاتهم والمشروع سيتم فيه استخدام الطاقة الشمسية لأعمال الانارة للمنازل واستخدام البوتاجاز كغاز طبيعي وسيقام بالقرية سوق تجارية ومحال للبيع لتسويق المنتجات البيئية وستقام من حولها سياج شجري تفاديا لزحف الكثبان الرملية المتحركة اضافة لقيام الأجهزة الهندسية بالمحافظة بمراعاة وضع عوازل للنمل الأبيض. ودعا محافظ الوادي الجديد الشباب من أبناء المحافظة الي الدخول في المشروع لأنه يحمل فوائد كثيرة للحياة العامة تبدأ من الإقامة السكنية الصحية لأنه سيقام بالطوب اللبن من البيئة وان الشباب أنفسهم سيقومون بعملية الانشاء, ناهيك عن التكلفة البسيطة والجهد المحدود لتوفير سكن.